لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط ...هذا وصف الله للإنسان فلا تنزعج إذا أصابك (لا قدر الله ) شيئ من اليأس ....إنه مرض نفسي يصاب به أكثر البشر ولكن لا بد للإنسان أن يبحث عن علاج لليأس كما يبحث عن علاج إذا أصابته وعكة أو مرض عضوي أو حتى إذا احتاج إلى جراحة فكل هذا قدر يمر به كل البشر....العلاج فوق أنه حاجة فهو واجب شرعي لأن الجسد والنفس لهما حقوق منها بذل الجهد في المحافظة على الصحة وحفظ النفس من مسببات المرض ثم الإقرار بأن الصحة فضل من الله يقتضي الحمد والشكر لله في كل لحظة ...وبذل الجهد واجب أيضا في البحث عن علاج إذا قدر الله المرض وربما كان المرض فضلا من الله يذكرنا بالله لندعوه بالشفاء ...وكيف نغتر بالقوة والصحة وهما عرضان زائلان لا محالة مع تقدم السن أو بدونه؟...واليأس مرض قد يؤدي إلى المرض العضوي إذا ترك بغير علاج!!
...وإذا فلا بد أن نبحث عن علاج اليأس في عقولنا التي أصابها ذلك اليأس لأن العلاج في هذه الحالة ذاتي بكل معاني الذاتية...وكما يقولون إن الغبطة فكرة فالسعادة التي تقابل الحزن... والرضا الذي يقابل اليأس... فكرة داخلية تعني التسليم بالقضاء وهو من أركان الإيمان الثابتة الراسخة...ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون...فكيف نسمح لأنفسنا أن نتخلق بخلق الكافر ونحن مؤمنون؟ لا يليق بمؤمن أن يدخل اليأس إلى نفسه وقد تكفل الله بالأمن لعباده المؤمنين (الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن) والظلم هو الكفر فما دمنا تحت مظلة الإيمان فكل ما يعترض مسيرة حياتنا من الشرور قدر نرضاه لأنه تقدير العزيز العليم وله من الحسنات أكثر مما له من الضرر الزائل بإذن الله مع الصبر الجميل ...والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب ..فما بال الإنسان ينسي أن الكريم الغني سوف يجزيه عن صبره أضعاف ما أصابه فليقبل المؤمن الاختبار ويعالج كل شر بالصبر ويقابل كل خير بالشكر....
...
التعليقات (0)