علاج المواطن حق أم منحة ؟(2)
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول : نواصل اليوم القراءة في بقية النقاط التي وردت في المذكرة التي تقدم بها المركز المصرى للحق فى الدواء "ابن سيناء" لمكتب د.محمد مرسى، رئيس الجمهورية، تتضمن أهم المشكلات التى تواجه قطاع الصحة فى مصر ونناقش 3 نقاط أيضا :
(4) أوصت المذكرة د.محمد مرسي بعدم تمرير قانون التأمين الصحى الاجتماعى الشامل، والذى لم يلحق بالدورة البرلمانية الأخيرة، وأكدت أن تمرير هذا القانون بـ"الاعتداء المباشر والصريح على مبدأ الحق فى الصحة".وقد حاولت الحكومات المتعاقبة تمرير قانون جديد للتأمين الصحى تظهر مواده تأثرا واضحا بفكر العولمة الرأسمالى، حيث ينعكس ذلك فى صورة الدعوة لتخفف دور الدولة من أعباء الخدمات عن طريق خصخصة التأمين الصحى، بإسناده إلى (هيئة مستقلة) تدير الخدمة ولا تقدمها، وتتعاقد مع مؤسسات تجارية تقدم الخدمة، وتعمل وفق حافز الربح وأري أن هذا القانون يحتاج لحوار مجتمعي موسع قبل إقراره
(5) ثم لخصت المذكرة بعد ذلك المشكلات التى تواجه قطاع الصحة فى عدة نقاط، وهى تراجع منظومة العلاج الحكومى بسبب سوء الإدارة والفساد فى مقابل تقدم واضح فى منظومة العلاج الخاص مما يوثر على الحالات المرضية الفقيرة، وانهيار مستوى الخدمات الصحية فى المستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية لعدم وجود أطباء مقيمين، وخلوها من الأدوية والمستلزمات وتعطل معظم الأجهزة والمعدات عن العمل، كذلك عدم توفر الأجهزة الطبية اللازمة، وعدم صيانتها بصفة مستمرة.
(6) وقد شددت المذكرة على ضعف التدريب الطبى، وفساد منظومة التأمين الصحى الحالي وضعف الخدمات والزيادة غير مبررة فى الرسوم، وانتشار الأمراض المتوطنة مثل الكلى والكبد والتيفود والسرطان، مؤكدة أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا فى معدلات الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى بنسبة 20%، بزيادة نحو 240 ألف مريض كبد سنويا، كما يبلغ عدد المصابين بمرض السكر فى مصر حسب إحصاء رسمى فى 2012 نحو 9 مليون مريض، فى حين يزيد عدد المصابين بالفشل الكلوى سنويا بواقع 40 ألف مريض، 15% منهم من الأطفال، كذلك تعد مصر الأعلى فى الإصابة بالأورام السرطانية فى منطقه البحر الأبيض المتوسط.
خاتمة القول : علي الرغم من كم المشكلات التي تعاني منها المنظومة الصحية في مصر إلا أن الأمل في حل هذه المشكلات مازال كبير فقط إذا كانت العقول التي تفكر في الحلول غير العقول التي أنتجت تلك المشكلات فالأمر يحتاج ثورة في المنظومة الصحية التي ترزح تحت وطأت البيروقراطية الإدارية العقيمة التي فرخت الفساد وجعلت منها بلاعة تبتلع المخصصات المالية ولايظهر لها أثر في تحسن صحة المواطن المصري الفقير كلنا أمل أن يتوقف نزيف الأموال عن طريق الفاسدين المخضرمين بوزارة الصحة وأن يكون لدينا وزير صحة جديد من الشجاعة والجرأة أن يحجم الفساد في وزارة الصحة حتي يستفيد المواطن بكل جنيه في ميزانية الصحة
حمي الله مصر من الفاسدين المخضرمين وأسبغ علي شعبها نعمة الصحة
الأربعاء 4 يوليو 2012
للتواصل مع الكاتب (184)
Sedeeks2011@twitter.com
sedeeks@yahoo.com
التعليقات (0)