علاج البلايــا:
من نزلت به بلية أو مصيبة فأراد إذهابها وإبطال أثرها , فعليه أن يتصورها أكثر مما كانت عليه , ويتوهم نزول أعظم منها ليرى الربح في الاقتصار على ما أصابه , وليعلم أن المصائب تقوي صاحبها وتصقله لا تهلكه وتحرقه ليصبح بعدها مرناً قوياً عاقلاً فطناً صارماً فهماً.
وليتخيل ثوابها ويفكر في سرعة زوالها فهي سحابة صيف عما قليل ستزول , فلا يُعلم بلية استمرت لصاحبها حتى أهلكته , والنظر في الحالة الراهنة فحسب من أحوال الحمقى والجهلاء , فكما أنه من المحال دوام الحال فكذلك في البلاء , فعلى المؤمن الاحتراز من كل ما يجوز أن يكون.
مابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حـــال
فإنه لولا كرب الشدة ما رجيت ساعة الراحة , ولولا المحنة ما عرفت المنحة , والمؤمن ينبغي له في الشدة أن يراعي الساعات ويتفقد أحوال نفسه فيها ويتلمح جوارحه مخافة أن يبدو من اللسان كلمة أو من القلب سخطة والعياذ بالله , ولا ينسى دعاء المصيبة. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ! أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها- إلا أخلف الله له خيرا منها". قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم إني قلتها. فأخلف الله لي رسول الله .
التعليقات (0)