مواضيع اليوم

علاء الأسواني .....قصة نجاح

سالمي بن زيان

2009-03-30 12:34:48

0

«إن لم يكتب علاء الاسواني إلا هذه الرواية لكانت كافية لتضعه في مصاف الروائيين الكبار في الأدب العربي» الناقد صلاح فضل
لا اعتقد أن رواية عربية حازت إعجاب القراء والنقاد على حد السواء مثل رواية عمارة يعقوبيان ،الرواية التي حطمت الركود الحاصل في حراك الأدب العربي وأزالت الملل عن قراء أعيتهم روايات مستعجلة ،باهتة هي أقرب إلى خاطرة تبدأ ولا تنتهي.
عندما حصلت على الرواية ،قرأتها–على غرار الجميع- دفعة واحدة ،بنهم شديد متذوقا سلاسة الأسلوب وقوة الحبكة ،قرأت الرواية بامتنان لريشة الفنان طبيب الأسنان -علاء الأسواني –الذي" تحول من مكافحة تسوس الأسنان إلى مكافحة تسوس المجتمع." 1
في غمرة الامتنان تلك ،خطر على بالي خاطر مفزع ،فقد كان من الممكن ألا ترى هذه الرواية العظيمة النور ،وان نظل طوال حياتنا محرومين من طعم القص اللذيذ الذي تذوقه مئات الآلاف منا.ذلك أن الكاتب لم يستطع إصدار قصته الأولى "الذي اقترب ورأى"،لتعاضد عدة أسباب لا تجتمع مع بعضها البعض إلا في عالمنا العربي ،فالرقابة والتأمر والنحس وسوء الحظ ،حرمونا من التعرف على الأديب 10 سنوات قبل ميلاده الثاني وصدور رواية يعقوبيان.
إن ما حدث له مع قصته الأولى جعله يتوجس عندما بدأ مغامرته في كتابة رائعته عمارة يعقوبيان سنة 1998 ،وهي الرواية التي استغرقت 3 سنوات.ثلاث سنوات من البحث والتنقيح ،والخوف أيضا .لذلك فقد قرر الهجرة إلى نيوزيلندة حالما يكمل روايته ، ولكن الحظ كان رءوفا بنا هذه المرة .لقد سافرت روايته بدلا منه وطافت أرجاء العالم ،وملأت الدنيا ضجيجا وصخبا ،فقد أثارت انتباه القارئ الانجليزي المعروف بعدم إقباله على الروايات المترجمة ذلك أن "جاذبية الرواية نجحت حتى في كسر حاجز اللامبالاة التقليدية التي يعتصم بها الناشرون باللغة الانجليزية حيال الأدب العربي، وهي اللامبالاة التي لم ينج منها الكثير من مشاهير الكتاب العرب" حسب الناقدة الانجليزية راشيل أسبدن ،أما في أمريكا فقد بيعت بسعر 27 دولارا،" وهو سعر مرتفع حتى بالنسبة للكتب الأميركية الأكثر مبيعاً"2 ،وهكذا فقد ترجمت الرواية إلى الانجليزية والفرنسية والايطالية والعبرية وبيعت منها أكثر من 250 ألف نسخة في ظرف سنتين وتحولت إلى فيلم سينمائي ضخم" تم دعوة الكثيرين من رموز المجتمع على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمشاهدة العرض الافتتاحي وسط حشد إعلامي غير مسبوق, وفي هذا احتفاءٌ بالفيلم القائم على الرواية بكل ما فيها من نقد غاضب, ومع هذا لم يدع المؤلف (الدكتور علاء الأسواني) لحضور هذا العرس"3،كل هذا الدوي كان من الممكن أن نحرم منه ،ويشد طبيب أسنان الرحال إلى نيوزيلندة .غير أن قصة جديدة كانت تكتب في الأفق.
كان علاء الأسواني قد اعتزم نشر روايته على نفقته الخاصة بأعداد محدودة ،غير أن اطلاع الأديب جمال الغيطاني-رئيس تحرير أخبار الأدب- على الرواية ونشره لها على صفحات أخبار الأدب ،والارتياح الكبير الذي قوبلت به من طرف القراء،غيرت الكثير في قدر علاء الأسواني وفي قدر الرواية العربية.لقد تخلى علاء عن قرار الهجرة نهائيا ،بل انه أصبح اكثرالتصاقا بمصر أكثر من أي وقت مضى ،فانخرط في حركة كفاية السياسية ،وبدأ في الكتابة في الصحف المصرية ،إضافة إلى مزاولة مهنته الأولى الطب لأنه "لا يريد أن تصبح الكتابة وسيلة يتكسب منها عيشه بل هواية يتنفس و يحلم من خلالها".4
بل إن النجاح المنقطع النظير لعمارة يعقوبيان قد مكنه من نشر روايته "المنحوسة " الأولى سنة 2004 وطبع منها أربع طبعات في سنة ونصف إضافة إلى ترجمتها إلى اللغة الفرنسية.
"إن عمارة يعقوبيان جاءت لتثبت بعد شك- تسلل إلينا طويلا – أن الرواية لا زالت قائمة ،ثابتة، عتيدة،عنيدة ،وان على كتابها ألا يكفوا عن تعاطيها وانه بإمكانهم هم أيضا أن يشيدوا عمارات تتجاوز العشر طوابق ".5
إن نجاح علاء الاسواني لم يكن نجاحه وحده انه انتصار للرواية العربية التي اعتقدنا أن الوهن قد أصابها ،انه نجاح للموهبة على الجمود والإقصاء ،انه نجاح التجربة على الخوف ،انه نجاح الالتصاق بالوطن على المنفى ،انه نجاحنا جميعا.

مصادر:

1 الناقد الدكتور صلاح الدين عبدي "دراسة أدب علاء الأسواني عمارة يعقوبيان"
2 طلحة جبريل " قراءة استثنائية لرواية عمارة يعقوبيان في أميركا"
3 الدكتور محمد المهدي موقع مجانين
4 الناقد الدكتور صلاح الدين عبدي "دراسة أدب علاء الأسواني عمارة يعقوبيان
5 عمارة يعقوبيان كتابات - عبّاس سليمان
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !