عكاشة

فرقة حسب الله أخذت شهرتها من شكل العازفين وآلاتهم الموسيقية من نوع آلات النفخ والطبلة الكبيرة التي يعلقها الطبال في رقبته ويضرب عليها بيمينه بعصا قصيرة غليظة وفي يده الشمال عصا صغيرة من خيزران وتعرف الفرقة أيضا من ملابس العازفين شبه العسكرية وهي فرقة مشهورة .....وكل فرقة لها نفس الصورة تسمي فرقة حسب الله...وفي قرية كبيرة من ريف مصر كان عكاشة نوع آخر من أصحاب الفرق الموسيقية المتخصصة في المزمار البلدي ...وعكاشة (بفتح العين وليس برفعها) رجل يلتصق أمام بيتك ضاربا بالطبلة ولن ينصرف إلا إذا حصل على بضع جنيهات وسوف يفضحك إذا لم تدفع و(يلم ) عليك البلد فمن الأفضل أن تعطيه ما يرضيه وإلا جعل القرية تجتمع أمام بيتك ويوقف حالك حتى تدفع...لم يقتصر نشاط عكاشة على الأفراح ولكنه متخصص أيضا في المآتم والجنازات فهو يعلن عن وفاة الميت بالطبل البلدي حتى يعلم أهل القرية أن أحدا قد مات فيقف أمام منزل المتوفى ويضرب طبلته في إيقاع رهيب يخلع القلب دم دم دم ترررررر........دم دم دم تررررر....يدوم (التطبيل) فترات متقطعة يتخللها سكون فظيع وأصوات من داخل المنزل تصدح بها نساء القرية مشاركين لأهل الميت في هذه المناسبة القاتمة...... ويأتي الناس إلى مصدر (التطبيل) ثم يجلسون على الحصير وعندما يتم غسل الفقيد وتكفينه وتأتي إشارة الرحيل يقف الناس في خشوع ينظرون إلى النعش ممصمصين الشفاه مكبرين الله محوقلين  (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومرجعين (إنا لله وإنا إليه راجعون) يتقدم عكاشة  الجنازة بطبلته حتى يسمع من في الطريق ويشاركون في جنازة المرحوم أو الفقيدة...... يقول بعضهم لبعض (تعالى نآجر) يعني نأخذ أجر اتباع الجنازة ...وعذرا فقد تحولت المقالة إلى مناحة دون قصد ولكنه عكاشة الذي فعل بنا هذا ...سامح الله عكاشة .؟..والحمد لله فقد أراحنا الله من عكاشة وطبله منذ عشرين عاما وصار في حكم التاريخ القديم ....