مواضيع اليوم

عقيدة العنف والقتل عند الاسرائيليين

Nooor Alaml

2010-10-27 07:45:45

0

عقيدة العنف والقتل عند الاسرائيليين
الحلقة الأولى

لقد قيل ويقال الكثير عن الطبيعة العدوانية للاسرائيليين وميلهم الى العنف وتعطشهم للدماء، فقد أصبح العنف جزءا من الشخصية الاسرائيلية لا ينفك عنها، وتاريخ القوم شاهد على طبيعتهم تلك، ذلك التاريخ الذي سجل عشرات بل مئات المجازر ضد شعوب المنطقة. آخرها مجزرة أسطول الحرية، حيث سقط العشرات ما بين قتيل وجريح ضحية الغدر والعدوان الاسرائيلي وهم في مهمة انسانية، والذين أبوا أن يصموا آذانهم عن آهات المحرومين وبكاء الأطفال في غزة، فتصدوا لمهمة انسانية تهدف الى كسر الحصار الظالم المفروض على مليون ونصف المليون من سكان هذا القطاع المحروم.

لقد أصبح أسطول الحرية عنوانا جديدا لعقلية القتل عند الاسرائيليين، تلك العقلية التي تربت على العقيدة اليهودية المستمدة من التوراة المحرفة والتلمود وتعاليم الحاخامات. هذه العقيدة التي تقوم على العنف والارهاب وكراهية الغير وسفك الدماء تقربا لـ(يهوه)، الإله المزعوم لبني اسرائيل، والذي يأمر (الشعب المختار) بقتل (الغوييم) واضطهادهم وطردهم وركوبهم كالبهائم..!

وقبل حوالي عامين ارتكبت اسرائيل سلسلة من المجازر الوحشية بحق غزة المحاصرة، مستخدمة فيها مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، وأضافت حينها بقعة سوداء أخرى الى تاريخها الأسود الملطخ بالدماء.

أكثر من 1300 شهيد ارتقوا الى بارئهم في تلك المجازر، بينهم أكثر من 400 شهيد من الأطفال، بالاضافة الى أكثر من خمسة آلاف جريح، جراح الكثير منهم كانت خطيرة بسبب الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمها الاحتلال، ومنها القنابل الفسفورية والارتجاجية واليورانيوم وغيرها من القنابل التي أصبحت أجساد الفلسطينيين مختبرا لتجربتها.

إن ما حدث لأسطول الحرية واقتحام الكوماندوز الاسرائيليين للسفن وقتلهم العديد من الناشطين، وما حدث قبل ذلك في غزة من مجازر قل نظيرها في التاريخ على يد آلة الحرب الاسرائيلية، وما يحدث باستمرار من اقتحامات وعمليات قصف واغتيالات في الأراضي المحتلة، وما حدث عبر التاريخ من جرائم يهودية منذ عهود أنبياء بني اسرائيل وحتى العصر الحديث.. يجعلنا نتوقف كثيرا عند طبيعة هؤلاء القوم، وندرس عقولهم ونفسياتهم وعقيدتهم الدينية التوراتية والتلمودية التي توجههم لارتكاب الجرائم وممارسة العنف وعمليات القتل والإبادة بهذه الوقاحة.
وكل من يأخذه العجب من تلك الوحشية والعدوانية للاسرائيليين يزول عجبه عندما يطلع على كتبهم المقدسة وشروح علمائهم لها وفتاوى حاخاماتهم والتي تنضح كلها بالعنف والعدوانية والرغبة في القتل والتدمير. وهذه الدراسة محاولة لتسليط الضوء على الجوانب العدوانية للعقيدة اليهودية.

آيات العنف في التوراة:
أول ما يطالعنا في عقيدة اليهود في هذا الشأن هو آيات العنف والقتل والابادة الجماعية في كتابهم المقدس، فالآيات والنصوص المبثوثة في أسفار العهد القديم، والتي تتحدث عن حروب بني اسرائيل، تكرس الروح العدوانية لدى اليهود وتزرع فيهم الحقد والكراهية تجاه كل الشعوب الأخرى، فهي تتحدث عن إبادة مدن وقرى بكاملها، وقتل الرجال والأطفال والنساء والبهائم، وإحراق البيوت والزرع والأشجار..
وهذه الحروب هي بقيادة إله اسرائيل الذي هو إله خاص باليهود ويسمى عندهم بـ"يهوه". فهو إله جبار في القتال (من هذا ملك المجد؟ هو الرب العزيز الجبار، الرب الجبار في القتال) المزامير: 24/8. وهذا الاله يقود الجيوش بنفسه ويحارب الأمم الأخرى ويطردها (ويخرج الرب ويحارب تلك الأمم كما في يوم القتال) زكريا: 14/3. (.. أخرجكم أمامه بقدرته العظيمة من مصر، ليطرد من أمامكم أمما أشد وأعظم منكم..) التثنية: 4/ 37، 38.

وفيما يلي نماذج من الآيات التي تتحدث عن الحروب غير الأخلاقية لبني اسرائيل:
ففي سفر التثنية نقرأ أخبار الأقوام التي قاتلها بنو اسرائيل والمدن التي فتحوها بقيادة موسى (عليه السلام)، ومن هؤلاء الأموريون الذين واجهوا بني اسرائيل بقيادة ملكهم سيحون، يقول النص التوراتي:

(فقال لي الرب: ها أنا بدأت أسلم سيحون وأرضه الى أيديكم، فابدأوا بامتلاك أرضه. فخرج سيحون الى ياهص بجميع قومه الى محاربتنا، فأسلمه الرب الهنا الى أيدينا، فقتلناه هو وبنيه وجميع قومه، وفتحنا جميع مدنه في ذلك الوقت، وحلّلنا في كل مدينة قتل جميع الرجال والنساء والأطفال فلم نبق باقيا) التثنية: 2/32 - 36.

ثم تتحدث الآيات عن مدن أخرى فتحها بنو اسرائيل في "باشان" وهو بلد كان يقع شرقي الاردن وملكها عوج الذي تم قتله وأبيد جميع من في مملكته من الرجال والنساء والأطفال:

(فحللنا في كل مدينة قتل جميع الرجال والنساء والأطفال، كما فعلنا في مدن سيحون ملك حشبون. وأما البهائم والمدن فغنمناها لأنفسنا..). التثنية: 3/6،7.

وفي سفر العدد نقرأ النص التالي:
(وسبى بنو اسرائيل نساء مديان(1) وأطفاله وجميع بهائمهم ومواشيهم، وغنموا ممتلكاتهم، وأحرقوا بالنار جميع مدنهم بمساكنها وقصورها، وأخذوا جميع الأسلاب والغنائم من الناس والبهائم) العدد: 31/9 – 12.

فيغضب موسى على قادة الجيش لعدم قتل النساء ويأتي الأمر التالي:
(فالان اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة ضاجعت رجلا، وأما الإناث من الأطفال والنساء اللواتي لم يضاجعن رجلا فاستبقوهنّ لكم) العدد: 31/ 17، 18.

فهذه النصوص واضحة في قتل النساء والأطفال!!.. والنص الأخير يتضمن أمرا واضحا بقتل الأطفال الذكور لأنهم عندما سيكبرون فإنهم قد يقاتلون بني اسرائيل وبالتالي يجب معاقبتهم من الان!! "أي أن اله التوراة والكتاب المقدس يعاقب الكبير على خطاياه التي قام بها فعلا ويعاقب الصغير أيضا على خطايا ربما يرتكبها - إن عاش- في كبره!!"(2)

وفي سفر صموئيل الأول نقرأ أمرا واضحا آخر في قتل الأطفال والرضع: (وقال صموئيل لشاول: أنا الذي أرسلني الرب لأمسحك ملكا على شعبه بني اسرائيل، فاسمع الان قول الرب. هذا ما يقول الرب القدير: تذكرت ما فعل بنو عماليق ببني اسرائيل حين خرجوا من مصر، وكيف هاجموهم في الطريق، فاذهب الان واضرب بني عماليق، وأهلِك جميع مالهم ولا تعف عنهم، بل اقتل الرجال والنساء والأطفال والرُضّع والبقر والغنم والجِمال والحمير) صموئيل الأول 15/1 – 4.

ومن النصوص الأخرى:
(واذا اقتربتم من مدينة لتحاربوها فاعرضوا عليها السلم أولا، فاذا استسلمت وفتحت لكم أبوابها، فجميع سكانها يكونون لكم تحت الجزية ويخدمونكم. وإن لم تسالمكم، بل حاربتكم فحاصرتموها فأسلمها الرب الهكم الى أيديكم، فاضربوا كل ذكر فيها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما في المدينة من غنيمة، فاغنموها لأنفسكم وتمتعوا بغنيمة أعدائكم التي أعطاكم الرب الهكم. هكذا تفعلون بجميع المدن البعيدة منكم جدا، التي لا تخص هؤلاء الأمم هنا. وأما هؤلاء الأمم التي يعطيها لكم الرب الهكم ملكا، فلا تبقوا أحدا منها حيا بل تحللون إبادتهم..) التثنية: 20/10 – 17.

فقتل الذكور واستبقاء النساء والأطفال والبهائم ينطبق فقط "على المدن البعيدة وليست على مدن الشعوب الكنعانية، فهذه أمرهم الرب بتحريمها، لذلك قال (ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا) أى ليست مدنا كنعانية فهذه لا تفاوض معها ولا دعوة للصلح. فأهل كنعان قد صدر ضدهم الحكم بالهلاك لشرورهم"(3).

وفي النص التالي نقرأ أمرا بحرب إبادة شاملة تشمل الانسان والبهائم والأمتعة والبيوت! لأي مدينة تخرج عن حكم بني اسرائيل وتعبد آلهة أخرى:

(فاضربوا أهل تلك المدينة، وحللوا قتل جميع ما فيها حتى بهائمها بحد السيف. واجمعوا جميع أمتعتها الى وسط ساحتها، واحرقوا بالنار تلك المدينة بكل ما فيها، قربانا للرب الهكم. فتصير ركاما الى الأبد، لا تبنى من بعد) التثنية: 13/16، 17.

أما مدينة "عايّ" فكان مصيرها هو التالي:
(ولما انتهى بنو اسرائيل من قتل جميع سكان عايِّ في البرية حيث طاردوهم وأسقطوهم بحد السيف عن آخرهم، رجعوا الى عايِّ وقضوا أيضا على من فيها بحد السيف. وكان عدد القتلى في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفا وهم جميع أهل عايِّ. ولم يردّ يشوع يده التي مدها بالحربة حتى هلك جميع سكان عايِّ. أما البهائم والغنائم فأخذها بنو اسرائيل لأنفسهم حسبما أمر الرب يشوع. وأحرق يشوع عايِّ وجعلها تل ردم وخرابا كما هي حتى اليوم). يشوع: 8/24 – 28.

النص واضح لا يحتاج الى تعليق! فقد شملت حرب الإبادة الجماعية هذه قتل جميع سكان المدينة من الرجال والنساء والأطفال ولم ينج منها إلا البهائم!

هذه النصوص التوراتية عن حروب بني اسرائيل – والتي لا تؤيدها الشواهد التاريخية بطبيعة الحال - تنبئنا عن الخلفية العقائدية التي تقف وراء السلوك العدواني لليهود، وهي حروب كما نلاحظ أحرقت الأخضر واليابس، ولم تراع مبادىء الحرب العادلة التي ينبغي أن تستثني النساء والأطفال وغير المحاربين.

والشعوب التي حاربها بنو اسرائيل وأبادوها عن آخرها كالكنعانيين والميديانيين والأموريين والعماليق وغيرهم في العصور القديمة، تمثل في هذا العصر الفلسطينيين والعرب جميعا. يقول اسرائيل شاحاك: "يماثل الحاخامات النافذون الذين لهم أتباع كثر في وسط ضباط الجيش الاسرائيلي، يماثلون الفلسطينيين، أو حتى العرب جميعا، بتلك الشعوب القديمة، بحيث تكتسب وصايا من نوع وصية: (ولن تبقي حيا أي شىء يتنفس)، معنى له صلة بالوضع الحاضر. ومن المألوف في الواقع أن تلقى في جنود الاحتياط الذين يجري استدعاؤهم لدورة خدمة في قطاع غزة محاضرات تثقيفية يقال لهم فيها بأن فلسطينيي غزة يشبهون العماليق. ولقد استشهد أحد الحاخامات الاسرائيليين المهمين استشهادا وقورا بآيات توراتية تحض على الإبادة الجماعية للميديين، من أجل أن يبرر مجرز قبية، وقد أحرزت هذه الفتوى تداولا واسعا في وسط الجيش الاسرائيلي"(4)

وقد كتب الحاخام "إسرائيل هس"، حاخام جامعة بار إيلان، مقالاً في مجلة الجامعة جاء فيه أنه قام بعدة بحوث واكتشف أن الإسرائيليين ملزمون بضرورة إبادة الفلسطينيين، نعم إبادة الفلسطينيين، لأنهم من سلالة العماليق وهي القبيلة التي تأمر التوراة اليهود بإبادتهم فهم رمز الشر (وليس من قبيل الصدفة أن يشير المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية إلى الفلسطينيين باعتبارهم "عماليق"، أي لابد من إبادتهم)(5).

وقد يساعدنا هذا في فهم مدى الوحشية التي أظهرها جيش الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على غزة. فعندما تتساقط الصواريخ والقنابل العشوائية على بيوت المدنيين الآمنين والمدارس والمستشفيات والمنظمات الخيرية ومنظمات الأمم المتحدة ومراكز إيواء اللاجئين ومكاتب وسائل الاعلام والمزارع والحقول وحتى المقابر..الخ، فكل هذا يعتبر من قبيل النص التوراتي: (واحرقوا بالنار تلك المدينة بكل ما فيها) أو (..وأحرق يشوع عايِّ وجعلها تل ردم وخرابا كما هي حتى اليوم).

الهوامش:
1- المديانيون كانوا يسكنون في ساحل البحر الأحمر وهم من نسل ابراهيم عليه السلام من زوجته الثانية قطورة، قابلهم موسى في صحراء سيناء وتزوج بامرأة منهم (موسوعة الكتاب المقدس).
2- آيات العنف في الكتاب المقدس/ منتديات الكنيسة.
3- المصدر السابق.
4- الديانة اليهودية وتارخ اليهود.. وطأة 3000 عام - ص 152/ اسرائيل شاحاك/ شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.
5- الإنسانية والعدوانية في العقيدة اليهودية/ مقال للدكتور عبد الوهاب مسيري في صحيفة الاتحاد الاماراتية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !