عقول خاوية
لاتزال الأقفال على العقول والغبار يحيطها من كل جانب ،لاتزال مغلقة ونوافذها مفتوحة، تدخل الرياح منها وتخرج ،لاتزال مهجورة من أصحابها ، يعبث بها الآخرون ، مختلفون هم ، وعلى كل هذا يركعون ويسجدون للعابثين، يزعمون بأنهم محترفون بأفعالهم، وليس هم إلا مغفلين، يتشكلون بالأقنعة والألوان ،يجعلون العابثين معبداً للتقديس ،ولكل عابث معبد ،ولكل معبد تأتيه عقول خاوية ، هكذا تريد الصنمية ، منع تنظيف العقول وترتيبها ،وما إن يشعرون بمحاولة للتنظيف ولوازمه إلا سرعان ما يتقافزون سفاسف العبث للتحطيم والتدمير ، يتجولون في كل ناحية إذا رأيتهم تحسبهم ما شاء الله ولكنهم أعداء الله ، وهناك من يسعى لترميم العقول وسد ثغورها ، وهناك من يهدم أضعاف الثغور ، حياة بهؤلاء مريضة، وعلاجها متوفر ولكن دس السم فيه ، فمتى تصبح تلك العقول متجددة ومتطورة منسجمة ..متفاعلة؟ تفتح أبوابها ونوافذها ، ولا تسمح باتساخها لا من غبار ولا غيره تستقبل الجميع وتميز ما هو صحيح و غير صحيح.
حسين علي الناصر
التعليقات (0)