يقول الله تعالى في كتابة الكريم (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً )
يفسر عباد الموروث هذه الاية الاولى (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) على انها تحمل حكما للمحصن وغير المحصن اذا زنيا,وهو ات يحبس الزانية والزاني حتى الموت, ثم نسخ هذا الحكم بزعمهم بالاية الثانية (وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً ) فصار حكمهما ان يؤذيا ثم نسخ هذا الحكم مرة اخرى بدعوى الناسخ والمنسوخوهو خرافة ووهم فصار حكم البكر من الرجال والنساء اذا زنيا هو 100جلدة ونفي عام, ويحكم المحصن من الرجال والنساء اذا زنيا بـ100جلدة مع الرجم حتى الموت .!! مع العلم ان لارجم في القران وهو من عقائد اليهود تسربت الى مورثنا البليد ليأخذ قداسة كقداسة القران الكريم او اكثر..!
وهناك رأي اخر انسلخ من الموروث لكن ابتعد عن مضمون ودلالات الاية الكريمة فقالوا ان الاية الاولى تتكلم عن العلاقة الشاذة بين المراة والمرأة (السحاق ) والمراد بالاية الثانية هو العلاقة الشاذة بين الرجل والرجل (اللواط ) واحتجوا بكلمة (وَاللاَّتِي ) في الاية الاولى كونها مخصوصة بالنساء واحتجوا بكلمة (وَاللَّذَانَ ) كونها مخصوصة بالرجال..!
ولنبدأ بتفكيك مفردات الاية لتتضح الصورة اكثر:
1-لوكانت الاية تتكلم عن السحاق واللواط كما يقول البعض لأقتضى التناظر في الخطاب و لأستبدلت كلمة (وَاللاَّتِي ) بكلمة (واللتان) او لأستبدلت كلمة (وَاللَّذَانَ ) بالاية الثانية التي يقال انها تخص اللواط بصيغة (والذين)
2-حد اللواط في الاسلام اشد بكثير مما يزعم ان الاية الثانية تحمل حكما له حيث نجد (وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً )
وهذا الحكم (فآذوهما) اقل بكثيرمما حكم به الله كعقوبة لجريمة كبرى مثل اللواط.!!
فالاذى لا يعدى عن كونة كلمة جارحة او صفعة او ركلة وكلمة (فاذوهما) تركت مفتوحة تكبر او تصغر بمدى كبر واو صغر الفاحشة ولكنها لايمكن ان تصل ولا بأي حال الى الجلد لأن الموضوع ليس زنا فالزنا حكمة معروف وهي بالتاكيد لا تتكلم عن اللواط .وانظر الى كلمة الاذى في القران (لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ) (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ) (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ ) (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى )
الله تعالى جمع الله كل انواع العقوبات في جريمة اللواط حيث قال تعالى (قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ . فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)
جريمة اللواط من أعظم الجرائم ، وأقبح الذنوب ، وأسوأ الأفعال وقد عاقب الله فاعليها بما لم يعاقب به أمة من الأمم ، وهي تدل على انتكاس الفطرة ، وطمْس البصيرة ، وضعف العقل ، وقلة الديانة ، وهي علامة الخذلان ، وسلم الحرمان ,ولم يبتل الله تعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدا من العالمين ، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمة غيرهم ، وجمع عليهم أنواعا من العقوبات من الإهلاك ، وقلب ديارهم عليهم ، والخسف بهم ورجمهم بالحجارة من السماء ، وطمس أعينهم ، وعذّبهم وجعل عذابهم مستمرا فنكّل بهم نكالا لم ينكّله بأمة سواهم ، وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة.!
ولا شك أن اللواط أخطر شأناً من الزنى وأعظم قبحاً وشناعة وإثماً، ولكن كلا من الرذيلتين فيها خطر شديد في الدنيا والآخرة
- حُرْمَةُ الدُّبُرِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْفَرْجِ إِنَّ اللَّهَ أَهْلَكَ أُمَّةً بِحُرْمَةِ الدُّبُرِ ، وَ لَمْ يُهْلِكْ أَحَداً بِحُرْمَةِ الْفَرْجِ.!
وبعد هذا كيف تكون عقوبة اللواط هو عبارة عن (فأذوهما) ان اللواط هو افساد في الارض ومحاربة لله ولرسولة.! وعقوبة اللواط تدخل ضمن ساحة الاية (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
3-من مقتضيات الحدود في القران الكريم انها تساوي بين المرأة والرجل ولو افترضنا جدلا ان الايات تتكلم عن السحاق واللواط فان عقوبة(فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفهن الموت)) بالنسبة للنساء السحاقيات اشد بكثير من عقوبة الرجال اللوطية حيث يقول فقط ( فأذوهما...فأن تابا واصلحا فأعرضوا عنهما) وكلمة أذوهما بالتأكيد لاتعني قتل وبالتأكيد لاتعني جلد وهي لاتتعدى تقريع بالكلام او عدة صفعات على الوجوه او عدة ركلات على الارداف..!! وهذا مخالف لروح التشريع الذي يحملة كتاب الله , والقول بهذا لعمرك تسفية لجرم عظيم فبمثل هكذا قول لاتنطبق علية قاعدة الاية التي تقول (جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
حيث يكون الجزاء والعقوبة ليست بما كسبا من الجرم الكبير وهو اللواط ولا يكون الحد نكالا اطلاقا..!! فهل يقول بهذا منصف.؟
4-الاية الاولى تتكلم عن فاحشة دون الزنا وهي بالتاكيد ليس لواط فاللواط اكبر من الزنا باضعاف مضاعفة ولاتقارن بها ولا باي حال, والفاحشة التي تتكلم عنها الاية الاولى ترد بصيغة المضارع المستمر(يأتين) وهذا يعني ان هناك فاحشة توتى بشكل مستمر مثل قيام برنامج رقص في مكان مشبوه مثل راقصة يقال عنها انها ترقص بملهى ليلي مثل نزول بعض النساء الى الشارع بلباس سافر مثير للفاحشة في المجتمع وكل ذلك وفق فعل مستمر مشاهد يشاهدة الناس... ولذلك نرى سين الطلب الداخل على كلمة (فأستشهدوا) في العبار(فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ ) اذن القضية امرمتعلق بفاحشة دون الزنا والحكم فية تشكيل لجنة من اربعة اشخاص يذهبون للشهادة على هذه الفاحشة للتأكد من صحة المسألة فان تأكدت القضية يكون الحكم بـ(امسكوهن في البيوت) والتي لاتعني ابدا وضعها بغرفة المنزل واغلاقها علية او حجر بيتي او الاقامة الجبرية بل تعني تحركها بالمنزل وخارج المنزل ولكن تحت رقابة ومرأى ومسمع ولي امرها فأذا ماخرجت خرج معها ابوها او اخوها ولاتخرج لوحدها وكلمة امسكوهن تعطي ذات الدلالة لكلمة امسكوهن باية الاطلاق (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ )
حيث تعني امسكوهن هنا باية الطلاق رجوعها تحت قيومية الرجل ومسؤليته عنها وتحركات زوجته تحت علمة اذا ماخرجت من بيته ولا تعني بحال سجنها بالبيت او اعتقالها كما يتوهم بعض الواهمين..!!
5-الاية الثانية ايضا جائت كلمة (يأتيانها) ايضا بصيغة المضارع وهذا يعني فعل فاحشة مستمرة ومشاهدة امام الناس وبتالي فالمسألة ليست مسالة زنا لأن الزنا له احكامة الواضحة, كما انها بالتأكيد ليست لواط.!
6-في الاية الاولى نرى كلمة (من نسائكم) في العبارة (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ) والمعنيات بالاتي ياتين الفاحشة من نساء المؤمنين بكتاب الله وكذالك الامر بالنسبة للاية الثانية (منكم) حيث تعني المؤمنين بكتاب الله تعالى ..!
على عكس عقوبة الزنا التي جائت بدون تخصيص لتشمل كل المجتمع بكل اطيافة وفسيفسائة وسواء أكان الزانية والزاني مسلما او كتابي او ملحد او اي ديانة..! بدليل ذكرت كلمة الزانية والزاني بدون كلمة (منكم ) او كلمة (من نسائكم ) .!!
اما الاية التي تتكلم عن المحصنات من غير المسلمات (فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ
فهي تخص هذه الفواحش ما دون الزنا حيث عليها نصف ما على المسلمات من العذاب, وتشترك الكتابية مع اختها المسلمة بالعذاب دون تميز في حالة ممارسة الزنا بالجلد 100 جلدة دون تميز ديني او عرقي او طبقي..!!
7- كلمة (فأذوهما) في الاية الثانية (وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً) تدل على ان الفاحشة الممارسة هنا والمعنية بهذه الاية هي بالتأكيد ليس زنا لأن الزنا عقوبته واضحة وهي الجلد وهي ايضا بالتأكيد ليس اللواط لأنه اشنع من الزنا بكثير,
اذن كلمة (فاذوهما) تحمل احكاما متحركة لحالات عديدة بحيث تكون عقوبة كل نوعية من الفاحشة لها مايناسبها من الاذى حسب درجة الفاحشة المرتكبة,فتبادل القبلات وسط الشارع ليست كالتي تمشي وقد فتحت عن مفاتنها وليست كالتي ترقص ليلا كل مساء وبتالي تختلف الاذى من حالة الى اخرى, ووبهذا تتأكد ان المسألة مسألة فواحش دون الزنا ودون اللواط او السحاق وهي بالتأكيد ليست منسوخة كما يذهب الى هذا الراي فقة التراث الغارق في الجهل او الموروث الخاضع للعصبيات.!
8-الاية الاولى التي تخص النساء والتي تبدأ بكلمة (والاتي) وهي جمع كلمة( التي) الخاصة بالاناث هذه الاية لاتحمل حكما بالحد او العقوبة ابدا فالاية تبين وضع المرأة التي تأتي هذه الفاحشة (والتي هي مادون الزنا) وكيف عزلها عن هذا المجتمع والحد من حركتها عن طريق امساكها في البيت كحجر بيتي هو خير لها وللمجتمع حتى لاتشيع الفاحشة في الناس, وان السبيل الوحيد لها بالخروج هوالزواج الشرعي او ان تخضع لدورات تأهيلية تعيد بنائها الاخلاقي والتربوي من جديد لتكون عضوا صالحا في بناء المجتمع وليس فاسدا فية..!
اما الاية الثانية فهي التي تحمل الحكم بالحد والعقوبة لمن يأتي هذه الفاحشة (التي هي ما دون الزنا) سواء اكان للذكر او للانثى على حد سواء ودون تفريق فهم متساويان في الحد والعقوبة مثلما هما متساويان بالحقوق, وكلمة (والذان) تعني الذكر والانثى, وان افراد الاية الاولى للنساء فقط لا يعني بحال ان الاية الثانية للرجال فقط, فالاية الاولى لا تحمل حكما مقابلا للحكم في الاية الثانية..!
وهكذا نرى ان الايتين الكريمتين لاتحملان احكاما مرحلية محددة بزمن معين ثم نسخت كما زعم عباد الموروث وفقة التراث بل هما آيتان متعاضدتان ومتكاملتان مع باقي آيات كتاب الله العظيم واحكامهما صالحة لكل زمان ومكان..!
التعليقات (0)