إنَّ الميدان الدعوي اليوم يموجُ بحالةٍ من الخلل الناشىء عن التضخم الكَمِّي الذى فرض نفسه على حساب التربية النوعية , الأمر الذى أفرز كثيرا من الظواهر المرضية من أخطرها تطاول الصغار على الكبار , والجهال على العلماء , وطلبة العلم بعضهم على بعض , حتى إن الواحد منهم ينسى قاموس التآخي , وما أسرع ما يخرج إلى العدوان على إخوانه. و يجردهم من كل فضل, فلا يحلم و لا يعفو و لا يصبر, ولكن يجهل فوق جهل الجاهلينا, بل إن من طلاب آخر الزمان من غاص فى أوحال السب و الشتم و التجريح, و انتدب نفسه للوقيعة فى أئمة كرام اتفقت الأمة على إمامتهم , و هو لا يدرى أنما ذلكم الشيطان يستدرجه إلى وحل العدوان , و هو يحسب أنه يحسن صنعًا, و يتوهم أنه يؤدى ما قد وجب عليه شرعا ، فرحم الله من جعل عقله على لسانه رقيبًا , وعملَه على قوله حسيبًا .
د/محمد إسماعيل المقدم...حفظه الله
التعليقات (0)