كنت اتسال دائما - وانا صغير -عن عقده الخواجه ما هو معناها ؟
وكان اتخيلها احدى ربطات الحبال او ربطه - للكرفاته - ولكن بعد مرور الزمن وفهمى لمعناها فوجدت ان خيالى كان دقيقا لهذا المعنى فهى فعلا حبل حول عنق من يدين بها, فتخنق فكره حتى تجحظ عينيه فلا ينظر الا لرابطها فقط, فمن عنده هذه العقده لا ينظر الا للخواجه وفكر الخواجه ومذهب الخواجه .
السؤال لماذا استمرت هذه العقده على رقابنا ولا نستطيع حتى الان ان نفكها من حول رقابنا وافكارنا ؟
هل الاستعمار هو السبب ؟
ربما لان الاستعمار ولد فى قلوبنا وعقولنا اننا دائما الادنى دائما التابعين له فى الفكر فكلما قال الخواجه شيىء , نجد منا من يهلل له ويمدحه حتى ان منا من يقدس كلماته ويقدس ارائه .ولكن هناك سبب اخر واهم هو انفسنا احساسنا دائما بالدونيه وبان الخواجه سيد ونحن العبيد.فانظر لهذا المشهد الحزين
فالمسرح هو جامعه القاهره والخواجه هو اوباما رئيس امريكا والمتفرجين المخنوقين المستسلمين هم نحن نجلس فى المدرجات نهلل ونقول الله ويقول منا على طريقه حفلا ت كاظم الساهر بحبك يا اوباما وكأ ننا نشاهد مسرح غنائى به ام كلثوم تطربنا بأغانيها , ثم بعد ان ينتهى هذا المغنى البارع , نخرج فى الصحف والمجلات باقاويل المدح وكأن الرجل حرر القدس وفلسطين وطرد اليهود . لماذا كل هذا ؟ وما فعله الرجل سوى انه رمى لنا عظمه نتصارع عليها ونتغزل فى محاسنها مجرد كلمه القاها عن دوله فلسطين ,ولكنها دوله ليس لها اى محل من الاعراب .اعندما يقول الخواجه هذه الكلمات الناعمه يغازل بها مشاعرنا نخرج ونهلل ؟ ام اننا نخرج وننظر فيما قال ؟
وعلى النقيض ...................
اتذكر جيدا خطاب السادات فى الكنيست عندما خطب فى الاسرائليين وقال خطابه الشهير فلم نجدمن اليهود من فعل مثلما فعلنا بل انهم استغلوا هذا الموقف جيدا وخرجوا بمكاسب كثيره ولعل اهمها ان حيدوا سيناء فاصبحت ارض بلا سلاح .
ولعل عقده الخواجه ليس فقط فى السياسه ولكن ايضا فى حياتنا العاديه فلو نظرت لنا فى السياحه . اريدك ان تذهب الى الاهرمات او الى اى منطقه سياحيه تجد فيها الخواجه تجدنا نتهافت عليهم لاخذ صوره او حتى للتحدث معهم وكأننا نحن الاغراب فى بلدنا وهم اصحاب البلد؟ ولكى تفهمنى قارن بين هذا المشهد ومشهد اخر لو ذهبت انت لاى دوله لباريس - مثلا- وزرت اللوفر اتجد من الفرنسيين من يتهافت عليك ليأخذ معك صوره او ليتحدث معك - من الاساس - بل تجد انهم لا يلقون اى اهتمام لنا بل انه يضايقك ويستخف بك وبشعورك, لاحساسه دائما انه افضل منك ولانه دائما السيد .
انا لااقول اننا لا نعاملهم او اننا يجب ان ننغلق على انفسنا فانا لست من المؤيدين لهذه الافكار ولكن اقول مهلا على انفسنا قليلا لسنا عبيدا وهم لا يعطوننا الصدقه .
ولكننا اشراف ابناء اشراف لنا تاريخ ضارب فى القدم , اشعر فى نفسك انك الافضل اشعر دائما ان مافعلوه_من تقدم - على اكتاف اجدادك بل ان بعضهم زور التاريخ ــ لينسب لنفسه من تراثنا الكثير والتاريخ شاهد على ذلك ــ اشعر فى قراره نفسك انك ابن النيل ابن الفرات ابن الصحراء ابن الرشيد وابن العرب . ولا تنسى ليس بالشعور والمشاعر تبنى الامم ولكن بالعمل .
ارفع دائما من مكانتك العلميه والادبيه اشعر دائما انه لامستحيل مادمت تتنفس نسمات الحياه.
التعليقات (0)