شيركو شاهين
ـــــــــــــــــــــــ
sherkoo.shahin@yahoo.com
قبل عدة سنوات اخبرنا احد المعارف عن ابنه الذي هرب هو وعائلته من العراق في عهد الطاغية واستطاع الوصول بصعوبة الى فرنسا وبعدها حصل على اللجوء السياسي الذي اهله ان يدخل ابناءه الى المدارس الفرنسية.
وفي احد الايام بعثت له ادارة المدرسة التي يدرس فيها ابنه الصغير ( 8 سنوات ) برسالة لمقابلته,, فذهب واجروا معه تحقيقا غير رسمي وسألوه عدة اسئلة منها هل هناك مشاكل عائلية او انك تضرب الاطفال او امهم او ان الاطفال يشاهدون برامج وافلاما مرعبة او غيرها من الاسئلة التي تتعلق بطريقة تربيته لطفله وكان جواب الاب على اغلبها بلا طبعا واخبرهم انه يعيش وعائلته حياة سعيدة بعيدا عن المشاكل، فما كان من الاستاذ المشرف الا ان يقف وصاح بالاب اذن لماذا كلما طلبنا من ابنك في مادة الرسم ان يرسم شيئا يرسم لنا طيارات او دبابات او صواريخ.
فضحك الاب كثيرا واخبرهم انهم هاربون من العراق ارض الخوف الرصاص الذي يطلق كل خميس في المدارس.
قامت المدرسة فورا بادخال الطفل بدورة تأهيل نفسي لكي يعيدوه للحياة الطبيعية، وفعلا بعد فترة اخذ الطفل يرسم المناظر الطبيعية والاشجار والورود والشخصيات الكارتونية وهي ما تناسب عمره طبعا.
اقول هذا الكلام وان مع الاسف ارى يوميا ان اطفالنا مازالوا متأثرين بحياة الخوف التي عاشوها قبل زوال النظام فابنه خالية ( 5 سنوات) مازالت تقول احب بابا صدام لما كانت تسمعه في برامج الاطفال.
واخو صديقي (8 سنوات) مازال يشتري الرشاشة والمسدس ويجمعها حتى اصبحت لديه ترسانه من الاسلحة البلاستيكية، وهذا نظرا لما كان يشاهده من استعراضات عسكرية من صواريخ واسلحة مختلفة.
المهم انا متاكد ان نسبة كبيرة جدا من اطفالنا يحتاجون الى علاج نفسي مركز مشابه لما قاموا به في فرنسا، وبما ان هذا مستحيل في هذا الوقت فما عليكم الا تصور كيف حال الجيل الجديد!!
نشرت بتاريخ 3/11/2004
التعليقات (0)