عقدة الأجنبي

لدينا نحنُ معشر العرب عُقد تاريخية وحياتية لدرجة أن المصحات النفسية تعجز عن علاجها أو التخفيف من آثارها العميقة، جميع طبقات المجتمع لديها عُقد وهذا أمرُ محمود ففي ذلك مساواة .

بذهن عالم النفس الشهير سيجموند فرويد تفصيلات مُعقده فعلى ذمته هناك عقدة اوديب و عقدة اليكترا والتي أسماها كارل يونغ عالم النفس التحليلي السويسري بالاشتراك مع المجنون فرويد، أكثر عُقدة تعاني منها المجتمعات العربية النفطية والغير نفطيه هي عقدة الأجنبي واضف عليها عُقدة الماضي بدائرته الواسعة والضيقة!

طه حسين ورفاعه الطهطاوي والعقاد ومحمد علي حلموا بتحويل مصر لقطعة من أوروبا وتبعهم جميع المثقفين والساسة فكل مثقف وسياسي يريد أن يحول بلده لقطعة أوروبية صغيرة وكأن عملية التحويل طبخة مقاديرها واضحة، نحنُ في القرن الواحد والعشرين والعقدة نفسها لم تنحل فأوروبا هي أوروبا والحلم هو الحلم مع إضافة بعض المُحسنات البسيطة . 

عقدة الأجنبي عقدة ليست سيئة مُطلقاً فإذا كانت في العلاقات الخصوصية كعلاقة التزاوج فهي محمودة وذات جودة ليس من باب الانبهار باللون الأشقر بل من باب الترويج للثقافة العربية والانفتاح على الآخرين اياً كانت خلفياتهم ولايوجد أي علاقة بين عقدة الأجنبي و التزاوج فهتلر كان يحب جندية انقليزية ترتدي الزي العسكري كلما هم بها وهمت به وماعدا ذلك فالأنبهار بالأجنبي ينم عن عُقده لن تنحل أبداً وعلى ذمة المثل اللي عقد رؤوس الحبال يحلها. .. ..