مرّت ستة وعشرون سنة على تولّى خامنئي للسلطة في إيران حيث شهدت البلاد والمنطقة والعالم خلالها الكثير من المتغيّرات كان أهمها ماحدث على الساحة السياسية الخارجية لإيران أثناء زعامة خامنئي .فقد تأرجحت العلاقات الإيرانية العربية بين التطور النسبي و الصداقة الحميمة مع بعض الدول العربية. كانت العلاقات العراقية الإيرانية في تلك الفترة شهدت هدوءاً نسبياً لم تتطور خلاله الأمور لتصل الى أزمة حرب بين البلدين كما شهدته في عهد المرشد السابق خوميني . لكنّ خامنئي استمرّ في تحشيد المتحالفين له في العراق لبسط نفوذ نظامه في هذا البلد في العقدين والنصف السابقين وصل قمة التدخل في شؤون العراق بعد احتلال هذا البلد عام 2003 .
يخيّر خامنئي الدول الخليجية بين القبول بزعامته الدينية أو تحريض المناوئين لها .فقد شهدت تلك العلاقات علاقات دبلوماسية متواصلة بين إيران ودول الخليج فلم تنقطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والدول العربية في الخليج أثناء حكم خامنئي رغم التوتر الحاد بين إيران من جهة ودولة الإمارات العربية المتحدة بسبب الخلاف الثنائي على الجزر الثلاث وأما بالنسبة للعلاقات السعودية الإيرانية فلم تحصل بين البلدين صداقة حميمة بسبب صراع الدولتان على النفوذ في مناطق النزاع في الشرق الأوسط مثل سورية والعراق ولبنان والمناطق الفلسطينية . وأما البحرين فلها قصة مختلفة عن بقية الدول العربية في مخيّلة خامنئي السياسية بسبب السيطرة الإيرانية السابقة على هذه الإمارة و الدعم الإيراني لطالئفة دون أخرى في هذا البلد. لقد استمرت علاقات إيران بالكويت وعُمان و قطر بصورة جيدة في العقود التي تولى فيها خامنئي الزعامة في هذا البلد.
لكن بالنسبة لمصر فلم تشهد العلاقات الإيرانية المصرية أي تطور بسبب الدعم الإيراني لجماعات مناوئة للحكومة المصرية و موقفها من اغتيال الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" و تسمية شارع في طهران على إسم قاتل الرئيس المصري السابق.والذي كان يصرّ خامنئي على مواقفه في جميع الخطابات والمناسبات السابقة. فقد شكل احتضان المصريين للشاه الإيراني وغيرها من قضايا شائكة بين البلدين مثل العلاقات الشائكة بين إيران دول الخليج و النفوذ الذي يتطلع له البلدان في المنطقة العربية منطقة متوترة في العلاقات الإيرانية المصرية في العقود الماضية التيس تولى فيها خامنئي للزعامة والتي حاول أن يظهر بمظهر المرشد السابق بالنسبة للقضايا العربية.
العلاقة المتأزمة بين إيران والدول العربية استمرت مع كل من المغرب و اليمن لكنّ العلات الإيرانية الجزائرية والتونسية و الليبية كانت علاقة مستقرة في السنوات الماضية . أما السودان فيعتبر فرصة بالنسبة لإيران لاستخدامه ضد إسرائيل و النفوذ بين الفصائل الفبلسطينية و حتى ضد السعودية ومصر.واليوم وبعد الثورات العربية العارمة يبدو أنّ خامنئي ينتهج نفس السياسة السابقة المبنية على النفوذ والسيطرة المطلقة في الدول العربية وهي نفس سياسة الخوميني و الشاه السابق و تعود جذورهذه السياسة الإيرانية تأريخياً الى الإمبراطورية الفارسية القديمة المبنية على السيطرة و استخدام الدول العربية كحديقة خلفية لها.
التعليقات (0)