هل يأتى يوما تنضب فيه عقولنا كما تنضب فيه أقلامنا؟ وهل يأتى يوما نبحث فيه بداخلنا عن كلمات تسعفنا لنعبر عن أنفسنا فإذا بنا لا نجد أى كلمات داخلنا! ولا نجد سوى حروف، مجرد حروف مجردة ولا تعطى لنا أى معنا لتعبير عن أحزاننا واوجاعنا ،وعندما نبدأ بإستخدمها، تجد رسالة تظهر لك فى الذاكرة المخية تقول: العقل ممتلئ عليك بحذف بعض الرسائل، الضربات الموجعة والأحزان المخزنة سابقة حتى تجد مساحة جديدة لتخزين ضربات الزمان الموجعة القادمة، وقتها شعرت أنى فى حيرة شديدة، وانهالت على اسئله كثيرة حيرتنى وتحتاج إلى المشورة حتى أتمكن من فك الشفرة لدى، ومن ضمن هذه الاسئلة: هل من السهل أن نمحو تاريخ الآمنا وأحزاننا وإزالة البعض منها؟ وهل مسموح لنا من التاريخ أن نمسح بعض من ذاكراتنا بأنفسنا؟ وهل إذا كان بالفعل مسموحا لنا وليست جريمة يعاقب عليها التاريخ، فبأى جزءا نبدا بالمسح من ذاكرتنا؟ وهل نستطيع أن نحدد ما الأجزاء الحزينه والآليمة من ذكرياتنا لنمحيها؟ وياترى بعد محوها ستأتى لنا الآلام وأحزان آخرى من الزمن؟ يا ترى هل ستكون بشدة ما حذفناه أم أقل؟ وقتها لا ندرك أقل أو أكثر لأننا بالفعل قمنا بمسح هذه المساحة من ذاكرتنا الإلكترونيه الحزينة، وسؤال آخر داهمنى بإزعاج وإلحاح، هل عندما نوجع من الزمن بضربات آخرى، هل سنتألم من جديد؟ هل نبدأ نشعر بنفس الأحزان السابقة من جديد؟ وهل الزمن نفسه سيتذكر كم تألمنا من قبل ويخفف عنا الأحزان الجديدة ؟ أم أنه عندما يعلم بمسحنا الأحزان القديمة سيعاملنا بأحزان جديدة عنيفة انتقاما منا؟ وما العمل إذا كان مطلوب منا إجباريا مسح جزء من الذاكرة لأن العقل أصبح ممتلئا، وأصبحت الكلمات فى العقل المعبرة عن حالتنا مجرد حروف لا تعنى شيئا؟ فماذا العمل؟
التعليقات (0)