لن أطيل عليك معالي وزير الشؤون الاجتماعية د٠يوسف العثيمين ، فما نشر اليوم الأحد في صحيفة سبق قد تغني الإشارة إليه عن الإسهاب باعتباره أنموذجا حيا لواقع نعيشه ٠
ما نشرته "سبق" وفرحت له كما لو كان نصرا ، أو انجازا غير مسبوق ! وبما صيغ كما لو كان فضلا وإحسانا ، وجميل يستوجب غمر المسؤول بالمديح والإطراء ، ومنة تستوجب الشكر والعرفان ، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ٠ وهذا يا معالي الوزير - وبكل أسف - واقع يمثل العلاقة الظاهرة بين المواطن وكل الجهات الحكومية الخدمية ٠
معالي الوزير ،٠ كون المواطن يضطر لنشر "شكواه" عبر الصحف ٠٠ راجيا ومتأملا أن تجد معاناته صدى ، أو يسمع له صوتا ، بعد أن تذوق طعم الهزيمة والعجز أمام معوقات الفساد وجدران البيروقراطية الإسمنتية الساترة ! وبعد أن أضناه البحث عن واسطة أو شخص تربطه علاقة ما برئيس تحرير هذه الصحيفة أو تلك ، ثم يحالفه الحظ بسرعة تجاوب المسؤول مع ما نشرته الصحيفة مثل ما فعل معاليكم ، وليتسابق موظفيكم بسرعة الاتصال بالصحيفة وطلب بيانات المواطن لدراسة حالته ٠٠ فذلك يا معالى "المسؤولين" ويا صحافتنا ليس كرما ولا مكرمة ، وليس مما يستوجب المديح وجزيل الشكر ! باعتباره - كما هو واقع في وعي المجتمع - فضل ومنة ! وباعتباره تجاوبا مع حالات إنسانية ، بل على العكس من ذلك فهو مما ينبغي من المسؤول على رأس هرم "المصلحة" ومن أصحاب القرار البدء فورا في إجراء التحقيق في أسباب إضطرار المواطن (للتوسل والإستجداء ) في حق من حقوقه سواء من خلال "المعروض" المعروف أو من خلال نشر معاناته عبر الصحف ، وهو يا معالي الوزير ويا صحيفة "سبق" ليس مما ينتظر أن تنوه عنه الصحيفة بقولها : ( وتؤكد "سبق" أن وزارة الشؤون الاجتماعية تتفاعل دائماً مع تقارير الحالات الإنسانية، التي تنشرها وتتحصل على بيانات أصحابها؛ لإجراء اللازم حيالهم ) !!!
فيا معالي الوزير ٠٠ ويا صحيفة "سبق" المواطنون ليسوا من سكان كهوف تورا بورا حتى تكون شكوى المواطن عبد الله الزهراني عبر الصحيفة فرصة لإطلاعكم على ( بعض المعلومات ) عن ( بعض الحالات ) ، وفرصة لفعل "الخير" وإظهار "الشهامة" و"الفزعة" بالتعامل معها (كحالة إنسانية ) لتصبح الصحيفة والمسؤول في نظر القارئ من السباقون لفعل الخير والإحسان والعطف والشفقة !!!
معالى الوزير ، صحيفة "سبقة" : عدم العلم بالمشكلة بل ووجود مشكلة في الأساس يعاني منها المواطنون وليس مواطن واحد (شذ عن القاعدة) في صحته أو معيشته هو مشكلة في حد ذاتها فكيف تظهرون بمظهر المحسن المتفضل ؟! وكيف تجعلون من مسؤولياتكم وواجباتكم ومهامكم الوظيفية والمهنية منة ومكرمة تفرحون بها ونافذة وفرصة للمديح الإعلامي وغطاء سميك على التقصير ؟!
معالي الوزير ٠ الحالة التي "شكاها" المواطن عبد الله الزهراني ليست الوحيدة ، فغيره الكثير من المواطنين ربما لم يجدوا من يتوسط لهم لدى أي صحيفة لنشر شكواهم ومعاناتهم !
شخصيا يا معالي الزير ٠٠ أعرف حالة مماثلة لدى جاري ٠٠ يربط أبنه في سقف المنزل خوفا من هربه أو إيذاء ضيوفه ، وجار آخر تترنح معاملة سيارته المجهزة ضمن عدد كبير مماثل بين أدراج وزارتكم الموقرة والديوان الملكي الموقر منذ خمس سنوات رغم الموافقة عليها ولم يتم صرفها حتى الآن فهل أنتم بحاجة لشكوى مماثلة لشكوى المواطن عبد الله لتعلموا بهذا الأمر ؟!
معالي الوزير لن أتحدث هنا عما ذكره أحد موظفيكم عبر الصحيفة بأن قدرة مراكز الوزارة أقل من أن تستوعب الحالات المحتاجة للرعاية لأن "الشق" هنا أكبر من وصفه وتحليله بكلمات عابرة ٠٠
التعليقات (0)