عفواَ انت لست ملتحي

بسم الله الرحمن الرحيم.
عفواَ أنت لست ملتحي .
شاب سعودي طموح همه خدمة وطنه بكل إخلاص وتفاني . وليتحقق ذلك الهم الذي أضحى واجباَ مقدسا التحق بمراحل التعليم العام فأجتازها بنجاح وليكمل المسيرة التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فأختار تخصص إعلام قسم العلاقات العامة ولم يكن اختياره ذاك بمحض الصدفة وإنما برغبة منه فمنذ بلوغه المرحلة الثانوية وهو يحلم أن يكون مسؤولاَ للعلاقات العامة في وظيفة يخدم بها وطنه فهو يدرك مهام موظفي العلاقات العامة فقد اطلع على كتب تتحدث عن مفاهيم وتطبيقات العلاقات العامة وهو مازال في الصف الثاني ثانوي . فنمت لديه الرغبة وازداد الطموح والتحق بالقسم المفضل لديه فمرت الأشهر والسنين وهو على مقاعد الدراسة الجامعية يحضر المحاضرات فيناقش ويحلل ويربط الأفكار ببعضها البعض ولم يحصر طموحه في حضور المحاضرات فقط فمره نسمع عنه انه مشارك بمؤتمر ومره يسافر من منطقة إلى أخرى ليحضر منتدى أو لقاء في مؤسسة حكومية ولم تكن تلك الزيارات لغرض الفسحة وإنما لزيادة الاكتشاف والتطوير لذاته رغم ظروفه المادية فهو من أسرة متوسطة الحال ولكن إيمانه بمجال تخصصه ومدى أهميته في الحياة العملية جعله يبحث عن تطوير ذاته مهما كلفه الأمر. وبعد أن نال درجة البكالوريوس في الإعلام تخصص علاقات عامة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف . بدأ المواطن الشاب الطموح [ س.هـ .ق ] مسلسل البحث عن وظيفة تؤمن له رغد العيش وتلبي احتياجاته التي قضى عمره في البحث عن مقوماتها العلمية والعملية .[ ولن أطيل فكلنا يعلم مسلسلات البحث عن وظيفة ويدرك فصولها المخجلة والمرعبة أحيانا] . المهم في إحدى الليالي وهو يبحث بواسطة النت في مواقع عدة تهتم بالتوظيف اطلع على إعلان يدعو إلى التقدم للالتحاق بوظيفة مأمور علاقات عامة بديوان المظالم تقدم ذلك الشاب كغيرة ممن يبحث عن وظيفة إلى الديوان فأجتاز الاختبار التحريري بنجاح مبهر فزداد حماسه واخذ يخطط لمستقبله فردد بقي المقابلة الشخصية فهي أخر إجراءات الاجتياز فسأجتازها بنجاح إن شاء الله . لكن تلك الأحلام في يوم المقابلة أصبحت سراباَ أتى يوم المقابله ودخل القاعة المخصصة لذالك وعند دخوله ظلت نظرات من سيجري اللقاء معه تلاحقه من باب الدخول إلى أن جلس أمامهم لم يعبا لذلك وظن أنها من أساليب اللقاء . جلس الشاب الطموح أمام أربعة متخصصين في مجال القضاء الإداري سلم عليهم فردوا عليه بكل أدب . وبعد السلام دقت ساعة البدء بالإجراءات الروتينية فسؤال من هنا ومن هناك فمرة كم عمرك ومرة ماهو طموحك ومرة ماذا تعرف عن نظريات الإعلام ومرة اكتب لنا خبرا إعلاميا . فكانت الأسئلة والمناقشة بسيطة ميسرة ولكن كانت المفأجاة الكبرى فبعد أن انتهت اللجنة من الأسئلة تحدث احد أعضاء اللجنة إلى الشاب المواطن الطموح مبديا إعجابه بطلاقة لسانه وغزارة معلوماته ودبلوماسية إجاباته تبسم الشاب وظن انه سيلتحق بالوظيفة لكن كانت الكلمات الأخيرة لذلك العضو سبباَ في تبدل الحال فذلك العضو تحدث إلى الشاب قائلا ألا تعلم يا أخي أن حالق اللحية كافر . فرد الشاب كلنا خطاء وخير الخطاءين التوابون . لكن ذلك العضو قال أنا أتكلم بكل صراحة معك حالق اللحية كافراَ . وأنت ارتكبت كفراَ اصغر . وورقة التقييم في المقابلة تنص على أن يكون المتقدم ملتحي . نظر الشاب يمنه ويسرة ظاناَ منه أن ذلك أسلوب يتبعه ذلك العضو ليكتشف الانضباط النفسي والسلوكي للمتقدم . لكن العضو مرر ورقة التقييم إلى الشاب وقال له اقرأ فقراء الشاب الجداول المخصصة لتقييم ووجد في آخر الأعمدة خانتين الخانة الأولى كتب عليها ملتحي .. والثانية غير ملتحي . رد الشاب الورقة إلى العضو وهو مبتسم قائلا رزقي على الله . فأجابه العضو أخي أنت مستبعد لأنك لست ملتحي . خرج الشاب بكل هدوء متسائلا أأتقييم للمتقدم يقوم على أسس علمية أم ادلوجية . أين جهدي أين طموحي سقط أمام الايدولوجيا التي أحرقت كل شي . لكن السؤال الذي لم يلقى ذلك الشاب اجابه له [ أأنا متقدم لوظيفة قاضي أم لوظيفة مأمور علاقات عامة ] فمن سيجيب ذلك الشاب ومن سيجيبني أنا ؟؟....
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى ...