عفواً فأنتم الزناة..........

كانت تملك من العمر احد عشر ربيعا وهي مفعمة بكل معاني البراءة لكنها تمتلك بعض الأوليات عن مصيرها ومصير أي فتاة بعمرها او اكبر في مكانها الذي تقطنه عشيرتها منذ مئات السنين لذا لم تكن تأمل ان تتغير التقاليد بل كان جل أمانيها ان يكون حظها افضل من غيرها وأن كانت النتيجة واحدة....
وفعلا وكما هي العادة اخبرها ابوها وأخوتها ان زواجها سيكون الخميس القادم من الحاج فلان الفلاني ذو الثمانين عاماً وسط صمت ومباركة الام المغلوبة على أمرها وفعلا تمت كل التجهيزات واستلم الاب والاخوة ثمن زواج البنت (العزيزة طبعاً) وبدأت مراسم العرس وأمتلأت بطون الحاضرين بما أعده الحاج من وليمة فاخرة وسط ملامح الفرح الباهتة لتنتقل الطفلة عفواً الزوجة الى دار جدها عفواً زوجها ولتجبرها التقاليد على وضع جسدها الطري بجانب كتلة من الشيب والهرم والتفكير المتحجر ولتلتف اذرع هذا الكابوس على البراءة دون ان تثمر عن شيء فالسعال غلب على الوضع واخذ الحاج يستنشق الهواء بطريقة حرجة الى ان استرخى وبعدها استسلم الى النوم..
هكذا مرت الليلة الاولى والثانية وبعدها وربما الى اسبوع حيث تكلل جهد الحبوب المنشطة بازالة عذرية المسكينة وفي الاثناء فأن عليها وجابات معروفة في البيت ..
ويستمر الوضع هكذا...فتاة تكبر وتنضج وتنتشي بالانوثة والرغبة وشيخ يتخبط ويسعل وينام وكما يقال ان للصبر حدود على حد قول السيدة الراحلة وفي لحظات رغبة وشعور بالظلم استلت الفتاة رخصة لنفسها مع جارها الشاب الوسيم لتنال ولو لمرة واحدة ساعة من الحياة الحقيقية وجاء الحظ ليراها الحاج وهي تمنح كل مالديها لشاب قوي فثارت الثائرة
ووصلت الاخبار لأبيها وأخوتها الذين اثبتوا عن شجاعتهم العنترية فنثروا دماغ الفتاة بعدة اطلاقات حفاظا للشرف لأنها زانية وما دروا انهم هم الزناة حينما سلموها ليد اجبرتها على الرذيلة..
أخوتي المارون ها للقراءة..
ماكتبته ليس قصة من نسج الخيال ولا رغبة لصنع شيء انما هي واحدة من حقائق تنتشر في بعض مدننا وخصوصا القبلية والريفية وماجرى كان حقيقة وقعت في احدى مدن العراق حيث الاعراف والتقاليد التي لاتعرف للاسلام طريقا وربما تحدث هذه المأساة في مدن عربية كثيرة
فأسألكم بالله من هو الزاني؟