مواضيع اليوم

عـقـدة الغـرب في فـتح روما

ayoub rafik

2009-07-30 15:15:56

0

نشر بجريدة "التجديد" عدد1351 - 28/02/2006

 

لعل ما يشهده العالم هذه الأيام من من صعود موجات الإساءة للمقدسات الإسلامية ولشخص الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص ما يبرره في منطق التعاطي الغربي مع ما يسمونه الزحف الأخضر أي - الإسلام- بعدما تخلصوا من التهديد الذي كان يشكله الإتحاد السوفيتي البائد لأمن القومي الأوربي. لكن في كل مرة تتم تغطية هذه الأفعال الدنيئة بغطاء معين يتمشى وظروف كل مرحلة فتارة لمحاربة التطرف والإرهاب وتارة أخرى بدعوى حرية التعبير …
ولعل هذه المبررات - وغيرها - هي التي تدفع بأصحاب القرار في أوربا إلى تجنيد كل القوى العسكرية والعلمية والثقافية والدينية ( التبشيرية ), للحيلولة دون عـبور جديد لأحفاد طارق بن زياد للبحر المتوسط نحو الشمال.
وما يلاحظ من صعود للموجات التنصيرية - مثلا- خلال العقود الأخيرة في كل بقاع العالم و ما يسخر لها من وسائل و ترسانة إعلامية , إلا تجلي من تجليات رد الفعل المدروس للمجابهة والمواجهة من طرف الإنجيليين الجدد في أوربا وأمريكا ضد دين الإسلام و المسلمين. ولا يكتفون بذلك فقط بل يتطاولون على المقدسات بغرض التشكيك فيها " ونذكر من بين الأعمال التخريبية التشكيك في الثوابت العقدية للدين الإسلامي والتطاول على مقدساته بدعوى تحري النزاهة والموضوعية وكذا الطعن في الحقائق التاريخية التي تعلقت بالحضارة الإسلامية بدعوى التزام مقتضيات النقد العلمي " (1 ).
إن الإعتماد على مناهج التعليم في ديار الغرب وتلقين الأجيال هي أيضا من أجل " تشويه صورة المسلم في الكتب المدرسية والروايات الشعبية والأشرطة المصورة ووسائل الإعلام بمختلف الأقطار الغربية " (2 ) فضلا عن " الافتراء على الشرع الإسلامي في أمور عدة كزعمهم أنه ينكر حرية العقيدة وينكر حقوق المرأة وأنه يقر استعباد الأفراد ونشر الدين بقوة "( 3) .
في ضل هذا كله هل الأمة اليوم في كامل الوعي بما يحاك بها وما يخطط له بالليل والنهار من طرف الأعداء. فإذا كانت مثلا الأساطير المؤسسة للكيان الصهيوني قائمة على محرقة النازية (الهلوكوست)- رغم الشكوك الدائرة حولها- والدعوة إ لى إيجاد " وطن قومي" لليهود, فأين أجيالنا الحالية من بطولات رجال صنعوا مجد هذه الأمة وشيدوا صرحها بالعلم والسيف, بدأ بالرسول الكريم- الذي يهان في الآونة الأخيرة- وسيرته المجيدة وصحابته الأخيار.
فلابد من إعادة الاعتبار للتربية الصحيحة و تعليم الأجيال على العطاء والتضحية لكي يشيد صرح هذه الأمة لكي تحمى من الغزاة. " فلابد أن تتشكل الروابط الثقافية ضد الصهيونية وقيمها وتغلغلها, وضد التعامل وإياها في ظل مشاريع التطبيع والمصالحة, ولابد من أن تتشكل الروابط الثقافية ضد القيم الأمريكية والمعايير الأمريكية التي يراد لها أن تصفي هويتنا العربية والإسلامية فضلا عن استبعاد قيم الإسلام أو قيم الوحدة العربية أو قيم الاستقلال الوطني أو قيمنا العائلية والأخلاقية " (4). بل و" إن التمسك بتعاليم الإسلام, وإقامة مجتمع نظيف على أساس الشريعة الإسلامية, هي ضرورة حتمية يجب أن تسبق أي مواجهة كبرى ضد القوى الأجنبية التي تريد أن تفرض هيمنتها على الدول الإسلامية " (5).
فلتكن أحلامنا كبيرة , وليكن همنا أكبر من مجرد الدفاع عن المقدسات بل الوصول إلى تحقيق المنجزات لنقل مثلا أننا نريد أن تفتح روما كما فتحت القسطنطينية, فإن الغرب يخاف فعلا أن تفتح روما.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – طه عبد الرحمان : " الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري ",الطبعة الأولى 2005 المركز الثقافي العربي ص 83
2 - نفس المصدر
3 - نفس المصدر
4 - منير شفيق: " النظام الدولي الجديد وخيار المواجهة " الطبعة الأولى 1412 هـ 1992م الناشر ص 78
5 – الفريق سعد الشاذلي: " الحرب الصليبية الثامنة "الجزء الثاني-1مقتطف من الإهداء, الطبعة الأولى ماي 1992

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات