عــراك الطماطــم
في إسبانيا يقام احتفال سنوي غريب من نوعه ضحيته ثمرة الطماطم . وتسمى هذه الاحتفالية "عراك الطماطم" .حيث يتبادل المشاركون قذف الجمهور بثمار الطماطم وقذف بعضهم البعض من باب أولى طبعا. وكذلك يفعلون بعصير الطماطم والمهروس وقشوره ولبه.
يتفق الأسبان على أن بداية هذه الإحتفالية قد كان في عام 1940م خلال بدايات حكم الجنرال فرانكو الديكتاتوري لأسبانيا. ولكن تختلف الآراء حول أسباب نشأة هذه الإحتفالية السنوية. بل ولا يجدون لها تفسيرا مقنعا سواء أكان يحمل مغزى وطنيا تاريخيا أو جدوى إقتصادية لجهة التسويق والدعاية والإعلان عن منتج صناعي متفرد وفق ما يفعل الألمان مع منتجاتهم من البيرة الكحولية. وكما يفعل الإنجليز مع منتجاتهم من الويسكي ، والفرنسيون مع الشمبانيا.
بل يبدو الأمر في أسبانيا كشبيهه من مطاردة الثيران في الطرقات ؛ مجرد ممارسة حماقات سادية وفرصة لإشباع رغبة الإناث الخواجيات الغريبة المحمومة دائما لتعرية أجسادهن والكشف عن عوراتهن. وتبادل القبلات الفاضحة بين الجنسين والمثليين في الطرقات والميادين العامة يمزقون خلالها ستار العفة والحياء الذي يفصل الإنسان عن الدواب وعامة البهائم.
بلغ عدد المشاركين في هذه الاحتفالية قرابة 40 ألف شخص جاءوا من مختلف أنحاء أسبانيا . وشهد هذا العام وفود بعض العشرات السواح من أوروبا واليابان وأستراليا . وهو ما قد يفسر بأنها بدأت ملهاة خرجت من رحم الدكتاتوية وانتهت الآن كعامل جذب سياحي داخلي في المقام الأول بالنظر إلى حقيقة أن الغالبية العظمى من الحضور إنما هم من الداخل الأسباني .
وتحمل هذه الإحتفالية التي بدأت تتحول إلى نوع من الممارسة الشعبية الرقم (66) منذ بداية إقامتها عام 1940م كما ورد آنفا .. ويقدر وزن الطماطم التي أستهلكت في هذه الإحتفالية يـ 120 طن بالتمام والكمال.
أقيمت فعاليات الإحتفالية في 31 أغسطس بميدان ماير بلازا في بلدة بوتول. وتمدد الإحتفال إلى الشوارع الفرعية حول هذا الميدان.
وبديهي أن هذه الإحتفالية تأتي إستفزازا حقيقيا لشعوب أخرى في كينيا والصومال ؛ وهلم جرا من بلدان وأقاليم كارثية في أفريقيا وآسيا ... وربما كان من باب إحساس الإنسان بأخيه الإنسان أن يتم التبرع بهذه الكمية المستهلكة من الطماطم (التي بلغت 120 طن) إلى هذه البلدان والشعوب كتعبير رمزي.
الجد "عبد الله" يغمض عيني حفيده بعد أن فارق الحياة لتوه في مستشفى بندر الصومالي المتواضع بسبب سوء التغذية والأم الثكلى لا تكاد تصدق عينيها
بل ولا أشك في أن وجبة من الطماطم المقطعة على هيئة مكعبات صغيرة مع إضافة قليل من الملح والليمون والبصل والزيت (ولا داعي لرفاهية إضافة الكمون والشطة الحمراء أو الفلفل الأخضر) ..... لاشك في أن وجبة رخيصة كهذه تغني عن الكثير من الأصناف الأخرى . وتساهم على نحو جذري في جعل الحياة أفضل بل ووردية في الأعين الدامعة والأمعاء الخالية للجوعى من اللاجئين والمنكوبين في تلك البلدان وغيرها ... ولكن ماذا نقول في إستهتار الإنسان بمشاعر أخيه الإنسان وعدم الرغبة أحيانا في مجرد معرفة أحواله والسؤال عنها ناهيك عن تكبد مشاق تقديم يد العون والمساعدة . ..... إنه إمتحان من الله لكافة البشر أو كما تطلق عليهم وزارة الخارجية الأمريكية إعتباطا وعند المصلحة فقط مسمى "الأسرة الدولية" ....
التعليقات (0)