مواضيع اليوم

عـالــم المتـناقـضات

ayoub rafik

2009-07-30 15:19:42

0


قد لا أصدق أن كل هذه الأحداث تقع في قرية صغيرة , ترى من هو السبب في كل هذا؟ أهو عقاب إلهي أم هو نتاج أبناء القرية؟
عذرا أخي القارئ ، فأنا لا أقصد قريتك التي تنحدر منها ، بل أعني هذا العالم الشاسع الذي ننتمي إليه جميعا . وقد فضلت أن أسميه قرية ، كيف لا ونحن لم يعد يفصلنا عن طوكيو مثلا جبال ولا محيطات . فقد تستطيع السفر إليها في دقائق دون أدنى تعب يذكر، لتعود إلى مكانك من جديد فقط عبر شبكة الإنترنيت أو بواسطة المشفر الرقمي للقنوات التلفزية. وعلى العكس من ذلك فقد تضطر لقضاء ساعات طوال وأنت تنتظر وثيقة ما في إدارة من الإدارات القريبة من مقر سكناك.
قبل أيام أقيمت ضجة إعلامية حول كارثة من أكبر الكوارث الطبيعية على وجه الأرض من حيث التدمير، والتي ضربت مناطق من جنوب شرق آسيا .هذا المصاب الجلل استغله البعض ممن يكنون العداء للهوية و للثقافة المغربية الأصيلة عبر ترويج أفكار و أيديولوجيات خاصة بهم وضرب في هيئات وطنية ومنابر إعلامية معروفة .
تمعن معي جيدا في هذا العالم الصغير، أليس قرية فعلا ؟ تضرب منطقة بعيدة جدا عنا بقضاء من الله وقدره،وقبل أن يغاث الناس وتستجمع المنطقة قواها،تصفع هيئة سياسية وإعلامية في منطقة أخرى لكن هذه المرة بتصميم من بني جلدتنا . أليس هذا تناقضا فعلا؟
قبل أسابيع استقبل المغرب أشغال منتدى دولي فضلوا أن يطلقوا عليه اسم "منتدى المستقبل " كيف لا ؟ والذين خططوا له في الكواليس وسهروا على إخراجه إلى حيز الوجود إنما أرادوا أن يصنعوا لنا مستقبلنا بعد أن عجزنا على استيعاب بعضنا البعض ،فكيف لنا أن نتحاور لنحلم بالاتفاق بعد ذلك.
ليس هذا هو جوهر حديثي .
إن الاستعمار الحالي في صياغته الجديدة ،إنما يرمي إلى استئصال روح المقاومة في أبناء المسلمين ــ وخاصة أبناء من سموهم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ــ عبر مخططات بعيدة المدى وأملاءات خارجية خطيرة محورها الرئيسي تغيير مناهج التعليم وتجفيف الينابيع ،كما يقع مثلا في مصر و السعودية من حذف لكل آية قرآنية تتحدث عن مكر وغدر اليهود،في انتظار تطبيع شامل مع الكيان الصهيوني بعد المائة عام المقبلة.ليصبح الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا عبارة عن دولة واحدة بنمط تفكيري ومعيشي واحد ألا وهو نمط الصهيو أمريكي فأي رباط معيشي أو جغرافي أو لغوي يربط مثلا تونس بأفغانستان؟أليس هذا هو التناقض في أبهى صوره والحمق والبشاعة الاستعمارية في أرقى أشكالها؟
في ضل هذا كله،ليخجل المرء وهو يرى أو يسمع عن شباب أو شابات يرتمون في أحضان الفكر الغربي إما تفكيرا أو بطريقة عيش أو عبر التقليد في الشكل والمظهر،ظنا منه أن المظاهر هي من يصنع الحضارة.و الأدهى و الأمر هو عندما يكنون هؤلاء العداء لأبناء جلدتهم من المسلمين.فالتكن هذه هي نقطة العودة إلى الأصل.فاحذر أخي القارىء من كل حدث يقع من حولك فقد يحمل في طياته تناقضا من التناقضات




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات