عظم الله لكِ الأجر يا سيدتي و مولاتي "مزكيتام".
بوجمعة بولحية:ألمانيا.
منذ رحيلي عنها،وأنا لم اشعر بدفء انفاسها يحيط بي.
لم أشعر خلالها كثيرا بحب وحنان ،
يأسرني حنانها قبل بريق عينيها ويبهرني عطاؤها قبل ألوانها الصارخة،
انهم يكرهونها ،أنهم يبغضونها أشد البغض،
تركوها تكتسي ما لا يسترها فهي كاسية وفي الحقيقة هي عارية ،
عجباً لقلبها مازال ينبض بحبه رغم أنهم حاولوا قتلها و رغم الإساءات ،
عجباً لقلبها مازال ينبض عشقاً لمن جرحوها و تركوها،
عجبا عجيبا لمن أكلوا و شربوا من مائها و خيراتها
فأستمروا يدوسونا على كرامتها وأذلوها عذاباً وقهراً،
ينكلونا شرافها ويدوسونا عليها بنعالهم قسراً،
يحسبونها غابة يرعون ماشيتهم فيها ويتدفئون بحطبها اليابس
وأن الحياة لهم حصراً فلا نامت أعين الجبناء ألا إن بعد الليل فجراً،
تحلبونها وكانها بقرة حلوب تذر لكم الاموال ،دون أن تقدموا لها معروفا،
اجيال بكاملها جاءت إليها و ترحل دون ان ترى منهم حتى خيال من العيش الكريم ،
بعتم شبابها واستلمتم الملايين مقابل ذلك، دمرتم حتى بقايا ما بناه الإستعمار الفرنسي فيها,
شربتم من دمائها ،كما شربتم الماء الملوث ليتطفؤا ظمأكم،
تركتمها خاوية على عروشها لا يرتادها إلا العجزة,
وَمع هَذا فـ هي لزالت موجوده في أُول الخطاب،
وهي الأن بحاجة لكم، بحاجة لمن يناصرها يمسح دموعها ، يضمّد جراحها ، يرفع معنوياتها،
عشرون عاما منذ رحيلي عنها،وعندما أزورها بين الحين والأخرلم يتبدل فيها شيء،
عدا تلك الأعمال الترميمية التي لم تنته من سينين فالوجوه المعبسة هي، هي،
عظم الله لكِ الأجر يا سيدتي و مولاتي "مزكيتام".
التعليقات (0)