عطر زوجة المهرج ( 5 _ 6 ) . للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
تنبت النخلةُ الحبلى باليورانيوم في أجفاني ، وأهتف في دم الأوحال . لم تعودي يا أُمِّي لتوزِّعي عصيرَ التوت على المشيِّعين في غرفة التشريح . دولةٌ تشنق الزيتونَ وتُرَبِّي الفطرَ السام ، حيث بساطير رجال الأمن على رقاب الفلاسفة ، وأحذيةُ راقصات الفلامنغو على رقاب رجال الأمن .
ظلالُ البغايا على أظافر السنجاب المسحوق . في هذا العالَم الأحول صارت المرأة مثل علبة المشروبات الغازية يتم امتصاصها حتى آخر قطرة، وذلك بعد التأكد من مدة صلاحيتها. عند فضة المنحدر الجبلي أبني عُشِّي كالدودة المجرَّدة من الجنسية ، وأموت فيه بعيداً عن عيون الرفات .
هُوَ دَمُ الحيض يسيل كالمجاري في حناجر شوارع الإبادة وممالكِ جلود أوثان العري. ما أصعب أن تبكيَ عارياً من أجساد الأنثى دون أن تضع رأسكَ على صدر امرأة ! . لماذا دولةُ الرماد تُنظِّم حفلاتِ الزفاف في غرفة التشريح ؟.لماذا غرفة الضيوف تحتوي على كراسي الإعدام الكهربائية ؟.
لا أقدر أن أحب رَجلاً أكثر من انقلاباتي العسكرية . هل رأيتَ عُرساً مُلَوَّناً في مقبرة الأكوان الرمادية وشواهدُ القبور تدور على الحضور تُوزِّع العصيرَ ؟ . لاعبٌ ينظر إلى الكرة وهي تضيع كامرأة تنظر إلى القطار الحاضن لقلبها وهو يرحل بلا رجعة . البلاد امرأة منزوعة الرَّحم . يعشقني احتضاري أكثر من عشق الجثامين للانقلاب العسكري .
رايةٌ ضائعة في الريح . تجسَّدتُ احتضاراتِ أرصفة الحلم . والليلُ يخلع الليْلَكَ عن عرش الكراسي الكهربائية ، لا تقل لي إن مطبخ القش غرفة الإعدام بالغاز ، لأن أنبوبة الغاز هي رئة الصراصير التي تَرِثُ عِظامي . في بلادي كل شيء يدخل في الروتين إلا ممارسة الروتين . أنا سعيدة لأني لم أتسبب في قدوم مخلوقات جديدة إلى هذا الكوكب المتخلِّف . لم أغادر طفولتي ، لكني أشعر أن عمري مليون سنة ، كأن أظافري تمتد من العصر الحجري حتى عصر الملابس الداخلية لبريتني سبيرز .
كلُّ شيء في هذه المقبرة الوطنية يذهب إلى الروتين ثم الانطفاء: (( مراسم جنازة الإمبراطور . قمصانُ النوم للنساء اللواتي تم بيعهن في صفقات الزواج . أرصدةُ لصوص البلاد في بنك الوحدة الوطنية . الطريق إلى كاتدرائية الإبادة في الخريف . المسابح المختلطة في أزقة عُروق الملوك . ذكرياتُ الأدباء المرتزقة )) .
مرايا غرفتي تخاف من ممارسة الجنس . أحمل دكتوراة فخرية في الفشل . لا أقدر أن أعيش بدون قرف حكومة أسماك القِرْش . عندما يُعدموني سيرتاح المخبِرون من ملاحقتي ، وأرتاح من رائحة جواربهم . لا تتعلَّق بمشنوقة مثلي فتكون مشروع أرمل . يتم احترام حقوق الإنسان حينما يُحوَّل إلى كلب ينبح على باب حاجب الخليفة . زرعت الرياحُ في عروقي إشارات المرور . أمشي في ظلام شراييني ، ومصابيحُ الجنازة ترشدني . حزني باتجاه عقارب الساعة ، وسعالي وفق توقيت غرينتش .
أحبُّ أن تُخدِّرني بالشِّعارات فاضحكْ عليَّ كما يضحكُ الساسةُ على الشعب . أضعتُ مشنقتي في الزحام . والأطفال خلف باب النيازك ينتظرون أباهم الذي لا يأتي . حزني قطةٌ عمياء تمشي في الزقاق وتخبطُ شهيقي . إن الدموع شيفرة التواصل بيننا . أصدم قلبي بنظرية صدام الحضارات لكي أنسى صدماتي العاطفية في مجتمع الصِّدام . صداعي ذاكرةُ الوَشَق . وأجنحةُ الديناصورات ترتطم بزجاج الكنائس .
عندما يدخل الجنسُ في الملل الجنسي ، ويدخل الشيءُ في اللاشيء ، سوف تجدني أدخل في انبهار المكانس . صاعدةً إلى خشبة ضَجري المعلَّقة على زجاج أحلامي. والشوارعُ بؤرة اللامعنى . يركضون هرباً من الحب في واجهات الظِّل ظِلاً لانعدام الظل ، فلا تسأل عامل النظافة عن لون رايات جنازتي ، إنني معنى النرجس في زمن احتضار الشجر ، وكلُّ فصولي خريفٌ . من دمي يبدأ انتحار كريات دمي ، ولا ملامح لدمي حينما أزفُّ الوحلَ إلى زوجة جلاده . عبوري في المطر الحمضي كالحريق ، أَدخلُ ساطعةً كالنزيف الخشبي. والصلبانُ نحاسيةٌ كالبلاستيك المر . وهذه جثثُ النوارس أُسرةٌ حاكمةٌ على الرمال ، منقوعةٌ في سعال الضحايا .
بشرٌ كالأحذية يمسحون أحذيةَ الأباطرة الذين يمسحون أحذية المحتلين الذين يمسحون أحذية عشيقاتهم اللواتي يمسحن أحذية الشيطان . لا تترك حزنكَ في الشارع دليلاً سياحياً للضفادع بين غضاريف عمودي الفقري لأن الاحتضار طريقي المستقيم . أَجِّلوا كتابةَ دستور الوحدة الوطنية حتى نسرق الوطنَ ، ونحوِّل أرصدتنا إلى الخارج . وطنٌ للضياع . لا أحدٌ يفهم في السياسة ، وكلُّ الشعب يظن نفسه ابنَ خلدون . كأني نسيتُ ديدان أظافري في حقول رقبتي .
الورق الذي أكتب عليه يجرحني . يا هذه العواصف المجروحة ، تعوَّدت أناملي على ملمس حبل المشنقة . لا أقدر أن أفرض شروطي على قطة جارتنا. لماذا أرى رعشةَ العوانس حول حلقات كوكب زُحَل ؟ . أنا الخاسرة في كل الانقلابات رغم أن الزنزانةَ ثمرةُ زواجي من الاكتئاب . غزالٌ يغطس تحت رمال المجرات . كما أَدمنتْ طالباتُ السوربون ممارسةَ الجنس خارج الزواج ، أدمنتُ اكتئابَ الشوارع الملوَّثة بِصُوَر كسرى . الدولةُ مزرعة الجراد . على ظهر ضفدعة أبني جنونَ أعمدة الكهرباء أنثى أنثى . أنا غريبة أكثر من أي وقت مضى . غرقتُ في عزلة المعنى نخلةً تُبدِّل أقنعتها في غرفة العناية المركزة . تاريخي ينقلب على تاريخي ، والموت معنى .
دَعْ قلبكَ يبكيني لئلا أنسى حبكَ طوال انكساري . مشكلتكَ أنكَ وصلتَ إلي بعد موت قلبي . كأن الغبار قد واسى الملوك المخلوعين وجعل البطاقاتِ المصرفية وسيلةَ شراء الأميرات السبايا في بورصة النخاس الوطنية .
أستثمر في الفراغ . عامل النظافة أكثر حريةً من الإمبراطور . الوطن المعدَّل وراثياً . أمضي إلى فراغي ، ويخزِّن أحلامي الآخرون في أكياس الطحين المستورَد . ملوكٌ يحملون خياناتِ زوجاتهم على ظهورهم ويقودون العَدَمَ إلى النصر على الرميم ، ويحتفلون بحلمي المصادَر رافعين ظلالَ احتضار الإسفلت على تاج القرصان . أقضي حياتي في الموت ، ويأخذ الآخرون حياتي ليحتفلوا باستئجار أحلامي خلف مستنقعات شراييني . حتى أحلامي ليست لي . اعتزلتُ الحياةَ السياسية وركزتُ في حياتي العاطفية فاكتشفتُ حياتي الاقتصادية فخسرتُ كل حيواتي .
لبؤةٌ تستلقي على ظهر صقر يتشمَّسان في سعال مدخنتي . عندما تصبح ليلةُ الدخلة بؤرةَ الاكتئاب أرمي عِظامي سِفْرَ خُروج البط من نخاع الشفق اللوزي . والدودُ يُعَسْكِرُ في فتحات شراييني. بلادٌ للمرتزقة والعاهرات ، كيف سَيَجِدُ الألَمُ مكانَه في دَيْرٍ يضيق كجدران علبة السردين ؟ .
يا كل الشعوب التي تقتل نبضَ المعنى وتركِّز في روتين الوظيفة ووظيفة الجنس . أعرابيةٌ تغرف المكياج بدلوٍ ترميه النارُ في بئر الهلوسة . في بلادي لا شيء يبعث على البهجة ، حتى ليلة الدخلة . تُشنَق السيجارة بين أصابع الضجر . يا احتضاراً يترنح بين أراجيح قوارب الجرح وأعمدةِ الكهرباء ، زَيِّنْ حقائبَ الملكات التافهات بخدود الملوك المخلوعين . تاريخٌ من الجثث المتحركة ، ودستورٌ من الرمال المتحركة، ومحكمةٌ من المقاصل المتحركة، ويظل الوطنُ على الكرسي المتحرك .
أنا سِجْني العاطفي والسجينةُ الذكية والسجانُ المتفائل . أدخل في اشتعالات الرمل عزلةً لليانسون أتوكَّأ على فراشات مجرَّدة من الجنسية وأحلامٍ منزوعة الدسم . إذا كان لعابي سُمَّاً فاغرس خنجركَ فيه يا وهجَ المطر ، واقتلْ ما تبقى من اسمي . إن الطحالب تقضم آخرَ شموس الغزاة. هل رأيتَ حفار قبور يفرش أحاسيسَه على خدود أرملته في نخاع خشب طاولة تحمل في احتضارها عَشاءً على ضوء براميل النفط ؟ . لا فرقَ بين المنافي إذا كان الوطن ضريحاً ضوئياً . حلمتُ أني أُقتل وأنا أرمي دمي ألواناً لزجاج الفيضانات. سأُزوِّج بابا الفاتيكان من ماما الفاتيكان وأعلن طلاقهما ، ويُطلِّق الرمادُ كنائسَ الانتحار. جسدي مقبرة القارات ، والصليبُ حفارُ قبور . لا أريد خلاصاً تمنحني إياه خشبة .
ضريحٌ يَسْبح في الأطلسي ويَسقط في الخليج . نُولَد في أحضان القبر ، ونلتقم ثديَ شاهد قبر النهر ونقضي طفولتنا في جمع حشائش المقبرة ونموت بين القبور فالموتُ ليس جديداً علينا . يا وطن الأباطرة المرتزقة ، انقرضْ يا ضوء الأوثانِ ، وسامحيني أيتها البغايا المنتميات للدستور الديمقراطي . والشبابُ العاطل عن العمل يتدرَّب على إلقاء قصائد رثائي أثناء جنازة خدودي . قلبي يُخطِّط للانقلاب عليَّ .
سأخرج من اكتئابي قليلاً لأعيد صَلْبَ يهوذا الإسخريوطي . إنه الرحيل الأبدي إلى المطر ، لا تتذكر العهدَ القديم والجديد، لأن قلبَ خريف الدمع عهدُكَ القديم يا توما الأكويني ، وخريفَ قلبكَ أيها الكاردينال الرمادي عهدُكَ الجديد . وكنائسُ الصدى تَشطب سِفْرَ الرؤيا في هلوسة النحيب ، وتجعل من لحم الكهرمان على صولجان السَّجان سِفْرَ الرؤيا .
يُعلِّقون جفونَ الغابة على الصليب لكي ينسى كرادلةُ التحرش الجنسي أشكالَ العهد القديم والجديد على رفوف محاكم التفتيش القديمة والجديدة . إن جنازةَ الرمال هي العهدُ القديم . والعهدُ الجديد يَنْصب في قلب صكوك الغفران خيمة الأسرى . ليس لي عهدٌ قديم ولا جديدٌ. وتاريخي يشنق تاريخي ، وَحْدَه تاريخ السراديب يحضنني ، وعمري يَذبح عمري . والعهدُ القديم يلغي العهدَ الجديد ، ووجهي يَشطبُ الاثنين معاً . لم أنم منذ احتضار فلسفة علماء اللاهوت ، فأنا الزائرة القديمة في هذه المجزرة ، ونزيفي هو الجديد كاسر روتين المشانق . وَحْدَها المقصلة الشيء اللامع في حياتي مثلما تلمع ضفائرُ القتيلات في ضوء شموع العَشاء .
حَلُمَ القمرُ بأنه يُقتَل في طريقه إلى صلاة الفجر، وحَلُمَت الأدغالُ الفاشلة بأنها تُقتَل في طريقها إلى الكنيسة المهجورة. لا تتذكر اللصوصَ القادمين لإلقاء خطابات تأبين الأصنام . ما أصعب أن يظل بريدك الإلكتروني فارغاً .
شعبٌ من الرجال الآليين ومكياجِ دمى مسرح العرائس. لم يعرفوني إلا من أشكال الرصاصات في جسدي . مدمنةٌ على اكتئاب الدولة . كأن الملكة فكتوريا مديرة أعمالي ، ودافنشي سائق التاكسي الذي يوصلني إلى حتفي .
صراصيرُ تَسبح في معدة العشب . أذهب إلى معركة البنفسج واثقةً أن لا رَجُل سيبكي عليَّ ، وأن لا شموعَ ستُضاء في حُجرة ذكرياتي . كأن المدَّ يَلْعق خِنجري المسموم . اكتئابي بياتٌ شتوي لأدغال الشمع تدخل فيه الديناصوراتُ المتقاعدة . وتلمُّ دمعاتِ البحيرات الاستوائية وجوهُ زوجات المخبِرين المتقاعدين . يدخل الضجرُ في الاحتضار النقي ملوَّثاً بتراتيل الكاتدرائية وتعاليمِ الدولة البوليسية . هكذا يغزل الحِمارُ الوحشي من خدود أرامل لندن سروالاً للملكة فكتوريا . فاسرقوا الشعبَ وركِّزوا في الوحدة الوطنية .
في عيونِ سلحفاة يتعمَّد الزبدُ بالضجر أمام كاهنة الرمال . وعلى جثة الصهيل يبني النزيفُ مَلَلَ رخام الكنائس كالخناجر المسمومة في بلعومي المشلول . كيف أنام يا أُمِّي ويداي ملطَّختان بدماء البطيخ ؟!. هل تفيدني نظرياتُ آينشتاين في التمييز بين قبر عالم الفيزياء وقبر بائع البطاطا ؟ .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)