مواضيع اليوم

عصيد بين مصرنة المغرب وذكاء البيجيدي

ayoub rafik

2013-04-29 16:51:10

0

 عصيد بين مصرنة المغرب وذكاء البيجيدي

 البشير ايت سليمان

bachir700@gmail.com

ما يقع اليوم في مصر الثورة من صراع وسجال بين التيارات الإسلامية والتيارات العلمانية هدفه محاولة تقويض مسار الثورة، وتحريف مسارها نحو نقاشات هامشية بدل الانكباب على القضايا الكبرى للمصريين. وقد استطاع فلول النظام السابق "جر" جزء من القوى الإسلامية، ممثلة في التيار السلفي، وتوريطه في الرد القوي على تصريحات بعض الإعلاميين والفنانين، المدفوعين من قوى علمانية وفلولية.

في المغرب هناك من يريد أن "يجر" المغاربة نحو نوع من "المصرنة" لتحريف بوصلة الإصلاحات الحكومية وتورطها في معارك هامشية ووهمية، عوض التركيز على القضايا الكبرى، بعد التغييرات التي عرفها المغرب منذ سنة 2011، بدءا بالحراك الشعبي، ومروا بدستور فاتح يوليوز، وانتهاء بانتخابات 25 نونبر التي أفرزت حكومة ذات صلاحيات واسعة.

ومن القضايا الوهمية التي أريد لها أن تتحول إلى نقاش وطني، وتجر طيفا ، أو أطيافا من التيار الإسلامي نحو المواجهة المباشرة مع الأمازيغ الأحرار ببلاد المغرب، تندرج التصريحات التي صرح بها الناشط الأمازيغي أحمد عصيد، في مداخلة له بالمؤتمر الوطني العاشر للجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول موضوع القيم الكونية لحقوق الإنسان، والتي اعتبر فيها أن رسائل النبي صلى الله عليه وسلم تحمل تهديدات ارهابية لملوك عصره، عندما خاطبهم بخطاب "أسلم .. تسلم".

ورغم ملاحظاتنا على تلك التصريحات، منها على سبيل المثال، لا الحصر، عزل عبارة "أسلم .. تسلم" عن سياقها دون تتمة باقي الرسالة النبوية، وإفقادها لمضمونها الحقيقي، كالذي توقف عند "ويل للمصلين" دون تكملة باقي الآية القرآنية. لكن مقالنا في مجمله لا ينحو نحو إبداء كل تلك الملاحظات، فنتركها لذوي الاختصاص.

لكن ما وقع في مصر، بدأ ولو بشكل جزئي يتشكل في المغرب. وقد حاول عصيد ومن يسير في فلكه "جر" قيادات التيار الإسلامي نحو الرد على مزاعمه، ، وقد نجح المخطط نوعا، من خلال اتهام قيادات سلفية بـ "التزمت ونفي الآخر والتحريض على الكراهية والقتل"، بعد البيانات الصادرة عن قياداتها، ومنهم الشيخ الفيزازي وأبوحفص والكتاني ... رغم أن تلك البيانات لا تحمل أي رسائل تهديد أو إرهاب أو تحريض على القتل كما ادعى مناصرو عصيد.

وعصيد ومناصريه، حسب علمي، أراد في حقيقة الأمر توريط قيادات حزب العدالة والتنمية نحو الرد على تصريحاته، رغم أنها لا تعدو كونها معزولة ولا تهم كل أمازيغ المغرب، ويتهم البيجيدي بعد ذلك بالتهم السالفة الذكر، ويصرف نظره نحو معركة هامشية مخطط لها سلفا.

لكن قيادة البيجيدي كانت أكثر ذكاء من عصيد ومناصريه، ولم تتورط في سجال لا ينتهي، وتركت لمؤسسات الإفتاء والقضاء وجمعيات المجتمع المدني مهمة الفصل في المسألة، إذا كانت تحتاج لفصل.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات