التلفاز لم يستبدل الراديو, والكتب والصحف الالكترونية لن تستبدل الورق!
قال بيل غيتس عندما سأله محرر لجريدة أخبار عما إذا كان الكمبيوتر سيغير الصحف والجرائد:
“إن هذا القول يشبه قولنا: ( هل المسرحيات ستكون مختلفة بعد الافلام السينمائية؟ أو هل سيتغير التلفزيون؟) أنا اقصد أن اي وسيلة لن تتغير لمجرد أن هناك وسيلة أخرى قد ظهرت…”
من أبرز المواضيع والمناقشات حاليا هي تلك التي تتحدث عن الكتب والصحف الالكترونية واحتمالية استبدالها للكتب والصحف الورقية. وهذا النوع من المناقشات ليس جديدا, فقد ناقش الناس التلفاز عندما ظهر وكيف أنه سيستبدل الراديو , ونفس الشيء بالنسبة للجوالات والهواتف الثابته, والعربات والسيارات.
والأمر الذي لا يدركه الناس جيدا هو أنه لايمكن لاختراع أن يستبدل الاخر وإنما يأتي ليحدد الاستعمالات والاستخدامات ويشبع حاجات معينه, فيصبح للتلفاز استخدامه في وقت معين وفي مكان معين أنسب من استخدام غيره, وللراديو أيضا استخدام معين لا يغني عنه التلفاز. فنحن في عصر التخصص والخيارات.
و سيكون هذا النوع من النقاشات قائما مادام هناك حياة على الأرض, فكلما صدر اختراع أو شيء جديد سعتقد الناس أنه ثورة واختراع سيكون بديلا لما سبقه. وليس باعتباره إضافة جديدة وخيار آخر له استعمالاته الخاصه والمناسبة. فيعتقد الناس أن السيارات استبدلت العربات والاحصنة, في حين أن السيارات كانت اكثر مناسبة لاستخدمات معينة من العربات ونفس الشيء بالنسبة للعربات فمازالت تستخدم إلى الآن ومعها الاحصنة لغايات مناسبة. فكل الذي حدث هو أننا اكتشفتنا كيف نستخدم كل واحدة منها لاشباع حاجتنا. فتخيل أنه لم يوجد الورق تماما واضطررت إلى استخدام الوسائل الالكترونية, عندها ستكتشف أن لديك حاجات أخرى يجب أن يوجد حل واختراع لاشباعها, وسيكون الحل المناسب حينها هو اختراع الورق!
كل شيء له مكانه ولا يمكن لشيء أن يأخذ مكان غيره, فمع كل زمن تبرز حاجات جديدة للانسان تخلف احتياجات اخرى, والتي تبرز معها استعمالات واختراعات تناسبها.
وسبب ظهور اختراعات واختفاءها هو اختلاف حاجات الانسان, وليس لأنه وجد بديل أفضل. فعندما استبدلت لفائف البردي والعظام بالورق, كان ذلك لأن الناس اكتشفوا حاجتهم لشيء قليل التكلفه وسهل الصنع ويمكن حفظه ونقله دون أن يتلف.
لذا أرى أن الكتب الالكترونية سوف تكون خيار آخر أنسب لمواضع واستخدمات معينة وليس بديل سوف يزيل استخدام الاوراق ويقلل من استخدامها, وانما ستتوزع الاستعمالات على حسب الحاجات.
___________________
كتاب (بيل غيتس يتكلم) لجانيت لوي, ترجمة مكتبة الشقري- الرياض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : مدونة الخطط العفويــة
التعليقات (0)