اكثر من نصف عام على قيام الثورة المصرية ، والنتيجة ، أن مصر بعد الثورة اشر مكانا منها قبل الثورة ، هذه الثورة التي قامت على كل ما يمت بصلة الى النظام السابق دون النظر الى كونه سلبيا ام ايجابيا ، لم تقدم بديلا عن النظام السابق ، بل على العكس من ذلك فبرغم السلبيات الكثيرة للنظام السابق الا ان شخصية مثل احمد شفيق الذي عينه الرئيس السابق حسني مبارك قبل رحيله بايام كرئيسا لوزراء مصر لهو افضل الف مرة من رجل مثل عصام شرف الغائب تماما عن الساحة وعن الانظار وعن رئاسة الوزراء وعن كل شئ ، وبالرغم من ان احمد شفيق لم يمكث في رئاسة الوزراء سوى اياما معدودات ،الا ان حضوره كان واضحا وظاهرا وطاغيا وقد أظهر انه رجل محنك يستطيع قيادة القاطرة المصرية الكبيرة في مرحلتها الصعبة ، لكن الثورة المصرية التي اطاحت بكل شئ والتي اسقطت النظام بكل ما في كلمة اسقاط النظام من معنى وليس بعد النظام الا الفوضى ، هذه الثورة أبت الا الاطاحة بأحمد شفيق وذنبه الوحيد أن تعيينه كان من قبل النظام المغضوب عليه وعلى كل ما له علاقة به ، وهذه الثورة لم تجد الا عصام شرف الذي والتي حملته على الاعناق كبطل مغوار وثوري فاتح لرئاسة الوزراء ، لكن عصام شرف بعد تعيينه من قبل الثورة كرئيس وزراء لمصر ما بعد الثورة اختفي اختفاء الملح في الماء (وليس السكر ) طبعا واصبح صفر على الشمال وذهبت كل انتقاداته لأخطاء النظام السابق ادراج الرياح واثبت للجميع انه اشد فشلا بأضعاف المرات من النظام السابق ، فمصر قاطرة عملاقة محملة باطياف كثيرة وتنوعات لا حصر لها وبها قيادات كثيرة مهمة عسكرية وثقافية وعلمية واقتصادية واجتماعية ... الخ ، تحتاج الى قائد محنك يقودها ، وليس عصام شرف الذي أثبت للجميع أنه لايستطيع قيادة (تك تك ) فما بالك بهذه القاطرة العملاقة ، بل أنه اثبت للجميع أن محافظ سابق من الذين عينهم النظام السابق اكثر حنكة بكثير من عصام شرف الذي لم يقدم طوال مدة تتجاوز نصف عام وفي ظروف خاصة وهامة اي شئ ، وقد يقول قائل ان النظام السابق ترك تركة ثقيلة ، اقول له نعم وهذه التركة الثقيلة لا يتصدى لها الا رجل محنك وليس عصام شرف الغائب تماما عن الساحة المحلية والدولية ، فمصر التي كانت لها علاقات قوية مع كل دول العالم ها هي الان تحت قيادة شرف في اضعف حالاتها ، وقد رأينا منذ ايام كيف أن الاتحاد الاوروبي منع استيراد المنتجات الزراعية المصرية مما سيجعل الاقتصاد المصري يخسر اكثر من 4 مليارات دولار سنويا ، وهي خسار كبيرة للاقتصاد المصري ، لكن عصام شرف لم يفعل أي شئ ، ولم يبدي انزعاجا ، بل أني أشك في أنه لا يعلم الخبر اصلا ولم يسمع به ،لأنه منشغل بقضية اهم وهي قضية كاميليا شحاتة وهل اسلمت ام لا ؟ بالرغم من اعلانها مرارا وتكرارا انها مسيحية وستظل مسيحية ، وكأنه اختزل كل قضايا مصر في قضية كاميليا شحاتة ، ولا ادري أن كان عصام شرف يعلم أن في عصره اصبح شراء الخبز المصري بالبطاقة ووفق حصة مقررة ، فقد كان المواطن المصري في عصر النظام السابق ينتقد حالة الخبز المصري اما الان فالمواطن المصري لم يعد يهمه سوى الحصول على ذلك الخبز ، الغريب أن عصام شرف لم يقدم لمصر جناح بعوضة وليس له عمل سوى الركض الغريب المريب وراء الجماعات السلفية بالرغم من انها كانت من اشد اعداء الثورة ، وبالرغم من التصدي لكل من انتقد الثورة المصرية حتى ولو بالصمت ،الا انه تم استثناء الجماعات السلفية التي اصبحت وكأنها هي التي قامت بالثورة . أن مصر الدولة الغنية بالشخصيات القيادية ،لا يمكن ان يقودها رجل مثل عصام شرف الذي لم يكن طوال اكثر من نصف عام ، سوى ضيف شرف
ابورفاد العليي الكناشي السليمي
موضوع سابق : من صنع معمر القذافي ؟
التعليقات (0)