مواضيع اليوم

عشية رمضان تزداد فوضى الباعة المتجولين

شريف هزاع

2010-01-10 19:05:50

0

عشية رمضان تزداد فوضى الباعة المتجولين

عبـد الفتـاح الفاتحـي

      فوضى التجارة الموسمية في رمضان تربك حركة التنقل والجوالان في مختلف المدن المغربية، حيث تنشر عشية شهر رمضان عربات الباعة المتجولين المجرورة منها واليدوية بشكل لافت في الأسواق، وعلى أرصفة الشوارع التي تعرف رواجا كبيرا، آلاف من التجار الموسميين والباعة المتجولين يغزون الأسواق والأحياء وشوارع المدن ويحتلون الأرصفة والشوارع في غياب الرقابة الصارمة للمصالح المختصة.
     في جولة لعدد من مراكز التبضع بمدينة الرباط وسلا تشهد تزايدا ملفتا لعدد العربات المعدة لبيع الخضر والفواكه، وبيع الأواني. وضع بات يقلق الراجلين وأصحاب السيارات لعرقلة حركة المرور التي يتسبب فيها الباعة المتجولون على طول أهم شوارع الرباط وسلا، كما لم يخف أصحاب المحلات التجارية تذمرهم من تزايد الباعة المتجولين عند قرب حلول شهر رمضان.
    ويتوزع الباعة المتجولون في مدينة الرباط وسلا بين باعة الأحياء السكنية والصناعية الذين يقومون ببيع المواد الغذائية والمنسوجات والملابس الجاهزة والأدوات المنزلية والكهربائية، وباعة المطاعم والمقاهي والمحلات التي تقوم ببيع الأدوات الصغيرة كالساعات ولعب الأطفال، وباعة المساجد الذين يعرضون سلعهم أمام أبواب المساجد، ثم باعة الأسواق المركزية الذين يحتلون الأرصفة ويعرضون جميع السلع الموجودة في السوق بأثمان منخفضة عن ثمنها في المتاجر.

رأي أصحاب المحلات التجارية

    يعيش أصحاب المحلات التجارية معاناة حقيقية بفعل ما يتكبدونه من خسارة جراء منافسة الباعة المتجولين الذين يعرضون سلعتهم أمام محلاتهم التجارية، وتعمل السلطات المحلية المداومة على تخصيص دورية يومية لمكافحة الباعة، إلى أن القضاء على الظاهر يبقى ضربا من المستحيل، وهو ما يجعل السلطات المحلية في لعبة القط والفأر، يستدعي معه القيام بمجهودات إضافية.
    وتستمر لعبة القط والفأر بين السلطات المحلية والباعة المتجولين بعدد من شوارع المدن الكبرى، ففي مدينة سلا تراقب الجهات المعنية الشوارع وتمنع الباعة من عرض معروضاتهم في الشارع العام إلى حدود الثامنة مساء، فيما تطلق العنان لفوضى عارمة فيما فوق الثامنة.
   وتسود شارع ابن الهيثم بسلا فوضى عارمة للباعة المتجولين، مما يسيء للسمعة الحضارية للمدينة، ويوفر مرتعا خصبا لترويج البضاعة الفاسدة والمسروقة، والمتاجرة في المخدرات وشيوع أعمال العنف والشغب باستعمال الأسلحة البيضاء في واضحة النهار، كما أن ظروف الازدحام والتجمهر عند التقاء الشوارع تشجع على النشل والسرقة.
    كما يثيرون مشاكل عدة للسلطات المحلية وأصحاب المحالات التجارية. ويكبدون أصحاب المحلات التجارية خسائرا كبيرة، ويهددون تجارتهم بالبوار. محمد صاحب محل تجاري لبيع التوابل بالرباط قال: أن منافسة الباعة المتجولين غير متكافئة وهم بذلك يهددون تجارتنا بالبوار الوشيك في ظل ضعف الإقبال، ذلك لأن تجارة الأرصفة معفية من الضرائب ومن واجبات الكراء ومن الماء والكهرباء.
     عبد الله من تجار شارع ابن الهيثم بسلا قال: "أن الباعة المتجولين لا اكرهات لهم مقارنة مع أصحاب المحلات، وذلك لأن أرباحهم صافية لا يكدرها هم ثمن الإيجار ولا تكلفة الضرائب أو تكلفة رسوم المهنة، فالباعة المتجولون أحرار لا يحدهم مكان أو يستقر بهم مقام، كما أنهم لا يستقرون على تجارة، فهم تجار لكل سلعة.
    وتختلف ظروف الباعة المتجولين بين من يحترف المتاجرة في المواد التي يجلبوها من القرى المجاورة، ومن أتى إلى المدينة على سبيل العمل، فلم يجد فرصة، فتعاطى لعدد من المهن كالبناء أو حمل الأمتعة أو التجارة، أو جمع القمامة، قبل أن يستقر به الأمر تاجرا متجولا.

رأي الباعة المتجولين

    عدد من الباعة المتجولين الذين التقيناهم في مدينة سلا أكدوا أن البطالة والظروف المعيشية السيئة هي التي تدفعهم إلى ممارسة هذا النشاط، وخلصنا من خلال الحديث معهم أن عددا كبيرا منهم قدموا إلى المدينة من العالم القروي وخاصة من القرى المجاورة.
     سمير احد الباعة المتجولين يتخذ من رصيف شارع واد الذهب محلا تجاريا خاصا به بل وصار ملكا له، حيث يعتبر نفسه صاحب العقار ... يفترش من ممر عام مساحة خمسة أمتار على ثلاثة؛ عارضا بضاعته من الملابس الجاهزة رجالية ونسائية، وقال لنا سأكون صريحا معكم إن سلعتي هذه مهربة من الشمال أشتريها من سيدات يسافرن كل يوم ليلا نحو الشمال".
     وبجانب سمير يعرض محسن (مجاز من كلية العلوم) على الرصيف أدوات حلاقة وبعض المواد الغذائية منها معلبات محفوظة والقهوة المهربة، وقال: أنه رغم معرفة الناس بأن هذه البضاعة مهربة فإنهم يقبلون عليها لانخفاض أسعارها قياسا بأسعار السوق المحلية، موضحا أنه سيتخلى عن هذه المهنة بمجرد حصوله على وظيفة.
   ورجانا عدد من الباعة الذين حضروا الاستجواب الذي أجريناهم مع بعضهم إبلاغ المسؤولين بتخصيص أماكن خاصة لعرض سلعهم.

elfathifattah@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات