مواضيع اليوم

عشوائيـات ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2012-01-26 10:13:52

0

 حين يُطلّ أي مواطن عربي (عشوائي)، برأسه من أي قناة عربية عشوائية، ويُبدي برأيه حول أي سياسة عشوائية لدولته، فإن أي شيء يقوله معقول، حتى ولو كان متواضعا ولا يتعدى جملة (لا أعتقد) !..

فالمواطن العربي يعيش في حالة ليست غيبوبة، بل هي حالة من التغييب عن جل قضايا وطنه، وحتى تلك التي تلامس محيط بيته، لذا على الأرجح هو فعلا لايعتقد شيئا حول أيّ شيء، ولا يدري شيئا عن حقيقة ما تتناقله تلك القنوات من أنباء قد تكون كارثية !.. لذلك يبقى المواطن دوما معذورا بالنظر إلى مسؤولياته المحدودة، إضافة إلى إمكاناته المحدودة حتى في تقصي أخبار الحيّ والجيران، فما بالك بأخبار الوطن وأحوال الملايين !..

أما أن يُطلّ مسؤول بحجم وزير داخلية أي دولة عربية، برأسه في جملة من القنوات ـ التي يوجّه إليها الدعوات لحضور المؤتمر الصحفي الذي يعقده خصّيصا لمناقشة قضية تمس الأمن العام وتهدده، وتزعزع الإستقرارـ ويُدلي بدلوه الذي يكادُ يكون فارغا سوى من جملة يقولها أي مواطن عشوائي مُغيّب : (لاأعتقد ذلك)، فذلك تصريح خطير من مسؤول كبير مُكلف أساسا بملف حسّاس كحفظ الأمن والنظام !..

فلا معنى لقول أي وزير داخلية ـ بوصفه ناطقا رسميا باسم حكومته ـ أنه لايعتقد بصحة الأنباء الواردة عن حصول إشتباكات بين أي مواطنين ـ مهما كانت خلفياتهم وإنتماءاتهم، وعلى أي رقعة جغرافية من دولته التي يتحمّل مسؤولية أمنها واستقرارها ـ سوى شيء واحد، هو أن الدولة الإعتبارية الممثلة في نظام الحكم والأجهزة الحكومية، تتخبّط أيضا كمواطنيها في العشوائية والإعتباطية، وتعيش حالة غيبوبة عميقة، ولاتعي الكثير مما حولها، كما يعني أنها متقاعسة عن أداء مهامها المنوطة بها، ولا تقوم بمسؤولياتها كاملة في تأمين الوطن وفي تفقد أحوال الرّعية !..

(المسؤولية تكليف وليست تشريف) قولٌ مأثور في بيئتنا العربية، وقليلون هم مَن يعملون به،.. ورغم أني محسوب على العشوائيات في أعراف السّاسة المحنكين، إلا أنني (أعتقد) جازما من خلال ملاحظاتي للتوجه العام  لقيادات ليبيا الجديدة، أنها لاتزال تعيش نشوة التشريف الذي حظيت به، بتقلّدها لمناصب لم تكن تحلم بها في عهد النظام البائد، ونسيت تكلفة الحرية الباهضة التي دفعها الشعب الليبي لقاء أن يتنعّموا هم، فيما يبقى هو تحت الأنقاض ؟!..

26 .01 . 2012

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات