عشق التاريخ

من أكثر الأمور الملفتة في مجتمعنا هي (ظاهرة التعلق بالتراث ) أو مايمكن أن أسميه حب التاريخ ومحاولة العودة إلى طريقة حياة السلف في أيامنا الحاضرة ، ويرجع السبب في ذلك هو الصورة المبالغ فيها عن مدى طهارة الحياة في تلك الفترات الذهبية وعدم وصول الصورة كاملة لدى العامة من الناس ، فمن يتولى نقل الصورة أغفل الحديت عن الكثير من الممارسات التي لا تختلف عما يحدث عندنا من تجاوزات تحدث في كل زمان ومكان .
المشكلة أن ما ترسخ في عقلية المجتمع هو طهارة المجمع قديماً وحياته الخالية من العيوب وأن ما نعيشه اليوم من معاصي وذنوب لم تكن معروفة منذ قرون خلت ، هذه الصورة المختزنة جعلت الرغبة في العودة بحياتنا قرون إلى الوراء ومحاولة محاكاة السلف الصالح في طريقة حياتهم دون النظر إلى المتغيرات التي طرأت بفعل توالي القرون وتطور البشرية ، وبالمقابل لم يتم تصحيح هذه الصورة أو بالأحرى إكمالها لتكون متوازية مع طبيعة الحياة التي تقوم على مبدأ التوازن بين الخير والشر في مختلف العصور والأماكن .
رغبتنا في العيش كما عاش من سبقونا جعلتنا نعود إلى الوراء ونقف عن محاولة تطوير واقعنا اليومي لما يتناسب مع معتقداتنا وحاجاتنا ، كما أننا فشلنا حتى في محاكاة الحياة قديماً والسبب أن ما فات انتهى وكان له مكانه الطبيعي على خارطة الأيام، وأن ما نراه اليوم وما سنراه غدًاً هو الواقع الذي ينبغي علينا التعامل معه والاستفادة مما ينتج عن هذا الحراك بمايخدم مصالحنا ويوفر حاجاتنا ويحقق لنا التطور والاستقرار، كما يجب علينا التواصل مع كافة الشعوب والاحتكاك بمن سبقونا في مختلف العلوم والفنون دون أن نعيش في عزلة لن تغير في طبيعة الكون أي شئ سوى تجلب لنا التخلف عن الركب السائر نحو التطور والمستقبل دون أن يعير مخاوفنا أي اهتمام .

مازلت فاشلاً أبحث عن نجاحي ، في مغامراتي دائماً هناك بارقة أمل ولكنها دائماً ماتختبئ خلف جدار من العبث ، هناك دائماً أشياء أصادفها في رحلتي توحي لي بأني لست فاشلاً والعيب يكمن في غيري ممن لهم علاقة بطموحي ، لكني لا ألتفت نحوها لأني أريد العيب فيني لأتمكن من إصلاحه أما إن كان في غيري فتلك مصيبة لا قبل لي بها .