مواضيع اليوم

عشقتك في الآفـاق

زكي السالم

2010-12-13 21:38:46

0

في تأبين الامام الحسين :

عَشقتُكَ فِي الآفـاقِ قُطبـاً ومِحـورا

فأوقدْ لِـي الأيـامَ بالحـزنِ مِجمـرا

وصُغتكَ مِن خَلفِ الزغاريـدِ مَأتَمـاً

رقيـتُ بـهِ فـوقَ المجـرة مِنبـرا

وعشتـك آلامـا إذا مــا نكأتُـهـا

أتيـتُ المنايـا هـازئـا مُتبخـتـرا

تَـأوَهَ قلبِـي عنـد ذِكـراكَ لَوعـةً

فكـادَ مـن الآهـاتِ أنْ يتفـطـرا

تَرجرجَ في بَحر منَ الحُـزنِ هائـجٍ

أضـاعَ بِمرسـى ضفتيـهِ التصبـرا

ومدّتْ لـه الدنيـا كفوفـاً تبعثـرتْ

على ساحة التاريخِ وُسطى وخُنصـرا

مصائبُ يسبِي أعينَ الدهـرِ هَولُهـا

فترجـو بأطنـانِ الدمـوعِ التَحـرُرا

تسيـلُ علـى خَـدِّ الحيـاةِ مراجِـلاً

فتحفر فِـي وادي المحاجـر أنْهـرا

أتينـاكَ أفواجـاً نَـحـجُّ لِمشـعَـرٍ

أقمتَ بـه قلـبَ المواليـنَ مَشعَـرا

وطفنـا بأشـلاءِ الضحايـا تَقودُهـمْ

إلى المجد والعليـاءِ نصـراً مُـؤزرا

وجئناكَ من خلفِ الغيـوبِ طوائفـاً

نَمدُّ لـك الأشـواقَ جِسـراً ومَعبـرا

ولكننا فِـي رحلـة الشـوق خاننـا

المسيرُ المُدمَّـى فامتطينـاهُ قَهقَـرى

نسجنا علـى ذكـراكَ ألـفَ حكايـةٍ

وخِطنا بِها حولَ الأساطيـرِ مِئـزرا

حصرناكَ فـي دمـعٍ تدفـقَ سيلُـه

بثغرِ خَطيبٍ ينفُـثُ الدمـعَ أحمـرا

رآك بِمحـرابِ الـدمـوع جـنـازةً

على نَهرِها الرقراقِ صلـى وكبـرا

يُبالغُ فِـي رسـمِ التصاويـرِ ظِنـةً

بأنْ نَتلقى السبـطَ رَسمـاً مُصـوَّرا

ويَفتـكُ بالتأريـخِ فَـتـكَ مُــزوِّرٍ

فـلا نُبصـرُ التأريـخَ إلا مُــزوَّرا

ولكننا فـي مشهـد الطـف عاصفـا

وجدناكَ من كُـلِّ الأحاديـثِ أكبـرا

وجدنـاك نبراسـا يزيـح ضـيـاؤه

ظـلام عقـول لـم يـزل متجـذرا

وجدناك في ليـل الخنـوع مشاعـلا

تُمـد لتـهـدي تائـهـاً مُتحـيّـرا


أيا أمـلَ الأحـرارِ : تَمتـدُّ أعصـرٌ

وثورتُـكَ الحَمـراءُ تَمتَـدُّ أعصُـرَا

ويا مُوقِـظَ الجيـلِ الجديـدِ قذائفـاً

إذا في ظلامِ البَغي حَاصرها الكـرى

ويـا لُغـةَ الثـوارِ حِيـنَ تَخونُهـا

معاجِمُها فِي حَومَـةِ الثـأرِ مَصـدَرا

فتلقـاكَ أستـاذاً يَـخـطُّ يَـراعُـهُ

لها الدربَ لَحْباً إنْ تكفأَ فِـي السُـرى


تَحدّثْ أبـا الأحـرارِ كيـف بغابـةٍ

بِها الليثُ غَضباناً على الأُسدِ زَمجَـرا

وكيفَ تراءى الموت ما بيـن عينـهِ

زُؤاماً ، وللموتِ المحُاصـرِ شَمَّـرا

رأى صحبَهُ صَفاً يَسيـرونَ للوغـى

عُجالى ، وداعي الموت فِي الأُفقِ كَبَّرا

فثـارَتْ بـهِ مـن هاشـمٍ عَبقَريـةٌ

أعادَتْ إلى الأذهانِ فِي الحَربِ حَيدَرا

وخيبرُ تبـدو فِـي طيـوفٍ بعيـدةٍ

وحيدرةٌ يَدحـو بِهـا بَـابَ خَيبـرا

فشـدَّ أبـو الأحـرار يُطعـمُ سيفَـه

بِما مِنْ لُحـومِ القـوم فتكـا تَبعثَـرا

تكالبـتْ الأعـدا علـيـكَ فَهالَـهـا

ثباتُكَ فِكـرَاً واضِـحَ النهـجِ نَيِّـرا

فأنـتَ وصمصَـامُ المنيـةِ تَــوأَمٌ

تَحَـدَّرَ مَبهُـورَاً وَحلّقـتَ مُبـهِـرَا

إلـى أنْ أصَابَتـكَ المنـونُ بسهمِـها

المُثلَّثِ لَـمْ يُخطِـىءْ لقَلبـكَ مَعبَـرا

لكَ اللهُ مَذبوحـاً يَئِـنُ مـنَ الظمـا

وفِي قلبِـهِ نَهـرٌ مـنَ الـدمِ فُجّـرا

تَجولُ عليهِ الخيلُ عَـدوَاً ، فَصَـدرُهُ

وقد - كانَ مِحرابَ النبـوةِ – كُسـرا

سَـلامٌ علـى جِسـمٍ عَفِيـرٍ بِقَتلِـهِ

فـؤادُ علـي لوعـةً قــد تَعـفّـرا

سلامٌ على رأسِ الحُسينِ علـى القنـا

سلامٌ على جِسمِ الحُسينِ على الثـرى

فو اللهِ لَـو يبكيـكَ بَحـرُ دموعِنـا

لَمَا كانَ وَفاكَ النَّجِيـعَ الـذي جَـرى




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات