عبد الخالق الفلاح بدأت بوادر الحل للمشاكل التي طالب المتظاهرون اصحاب القضايا والمطالب التي رسمها القانون تحط برحالها وتصل موانئ السلام الكثيرة في بلدنا،، فالازمة المصطنعة التي حلت بظلالها وشملت بعض المناطق بدأت الآمال تنتعش من اجل حلها، وزدنا يقيناً بأن اشراقتها اخذت تطل على سماء العراق أرض الحضارة والسلام بعد ان تصور بعض من السياسيين عصيانها على رجالها وبالإمكان ان يغرقوا وطننا بالدماء ويكون جزء من الحالة التي عمت المنطقة من الاحتكاكات والتصادمات والاحداث السياسية المؤلمة. ان التباكي على حقوق مغتصبة والتظلم الاعلامي الاسود وزرع الفتن وكل منهم منجذب نحو طائفته ومذهبه حالة غير صحيحة وخطرة، لان العراق لم تندمل جراحاته من شظايا سنوات الطائفية البغيضة بعد وما زال يئن من تركاته، وان حل المشاكل اصبح بيد المرجعية الدينية من خلال قنواتها السياسية التي صارت ملاذاً امناً ومركز لحل الازمات عندما تشتد فهي دعت لوضع النقاط على الحروف للوصول الى انهائها بالطرق السليمة وقلع بوادر الانفلات من جذورها والابتعاد عن الشعارات الطائفية والمطالب التعجيزية التي يعتقد انها مغرضة، وعلى المتظاهرين اصحاب المطالب المعلومة والواقعية والتي هي مشاكل خلفّتها الأزمات المتتالية، وافرزتها المرحلة السابقة والتقصير الاداري الذي أوجد الفساد وينهش بجسد المؤسسات والدوائر الخدمية على الخصوص والمستشري والممتد من الفترة التي سبقت 2003 ولغاية هذا اليوم، مع عجز الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعد تلك الفترة من ايجاد الحلول المناسبة لتجاوزها والتباطؤ في القضاء على مكامنها لعدم وجود الحرص اللازم عند المسؤولين بسبب المحاصصة وهو العبء الثقيل والعامل المهم للتأخر الذي أصاب جميع مفاصل الدولة والبلد وخراب البنية الاساسية. ان الحذر من المزايدات لبعض السياسيين امر مهم، فيجب ان لا تكون الجماهير دمى تتحرك وفق ما يمليه عليهم بعض اللاعبين على وتر التفرقة واستغلال عواطف الخيرين والتضليل على مشاعرهم، وجعله ورقة انتخابية، والتلاعب بعواطفهم لقضاء حاجة في نفس يعقوب، وفعلاً بدأت بوادر حل المشاكل تظهر في الافق بعد تشكيل اللجنة الخماسية التي اقرتها القوى السياسية الرئيسية في اجتماعها الاخير لغرض متابعة مطالب هذه الجماهير واصلاح مواقع الخلل وتجاوزها وسد الأبواب أمام كل الارادات الخارجية والمدفوعة الثمن مسبقاً على ان تكون من صلب واقع المعاناة لا الاهداف المسيسة من قبل اجندات صاغتها غير ابهة بالمخاطر التي تسبب الكوارث وشبح الحرب الأهلية. لقد فشلت بعض القوى والأطراف الداخلية والخارجية التي لا تريد الاستقرار في وطننا ان تصب مصالحها ومشاريعها التي تريد قلع عناصر المحبة والتعايش والاخاء والائتلاف المذهبي والقومي العميق بعمق التأريخ الذي يمتاز به بعربه وكرده وتركمانه، والتألق الحضاري والتعبير الاسمى عن معاني الانسانية والحالم بالغد الافضل والبقاء الاجمل والاصلح للبشرية والحامل لرايات الخلود بعطاءات ابنائه والرافضة للعنف والزارعة لعوامل الخير عشقاً بالحب للوطن والمواطن، والدعوة الى اساليب متحضرة للحوار بروح مدنية تنطلق من مفاهيم ديننا الحنيف سبيلاً لتجنب العراق المزيد من إراقة الدماء وازهاق ارواح الابرياء ولا يتم إلا بتظافر الجهود من كل الاطياف والقوى والاتجاهات السياسية والاجتماعية والدينية الحريصة على حفظ وحدة العراق رحم الأرض ومهجتها الإنساني وموطن الأنبياء والرسل الالهيين (ع).
التعليقات (0)