مواضيع اليوم

عشر سنوات وتدوير الازمات

Riyad .

2013-03-25 00:59:54

0

عشر سنوات وتدوير الازمات
فشلت النخب السياسية والفكرية والاجتماعية العراقية في إنتشال العراق من واقعه الاليم , فبعد عشر سنوات على إحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها , وبعد أن سقط الاستبداد السابق لم يتحقق للعراق ولا للعراقيين ما كانوا يحلمون به , فالدستور الذي تم إقرارة في العام 2005م , والانتخابات البرلمانية المفضية لحكومة برلمانية عوامل كرست الطائفية وشجعت الارهاب وتسترت على الفساد , فالمليارات كأرقام يسمع بها العراقيون ولا يرون أثرها على ارض الواقع و الوحدة الوطنية شعار فقط فقد شجع الدستورعلى تشكيل الأقاليم تشريع ينذر بقيام أقاليم على اساس طائفي وعشائري وتلك كارثة بكل المقاييس , والديمواقراطية تعني المشاركة والتعاون بين الأقلية المعارضة والاغلبية الحاكمة ,وذوبان الفروق الفردية وبروز الكفاءة فالكفاءة هي المعيار وليس الانتماء الطائفي أو العشائري أو العرقي , لكن ديموقراطية العراق كغيرها من ديموقراطيات العرب ومن شابههم تعني استبداد الاغلبية الحاكمة وتقريب ذوي القربى على حساب الوطن الكبير وعلى حساب الكفاءة , والفساد الذي دمر البلاد والعباد لم تنخفض نسبة بل أزدادت فالتنمية عرجاء متوقفة والبطالة في تزايد مستمر حتى وصلت ل35% والبنية التحتية التي تدمرت أزدادت تدميراً فوق تدميرها .
يعيش العراق هذه الايام ربيعاً بدأ منذ أشهر ربيع محدود المناطق فالانبار عاصمة الحراك العراقي أنتفضت ضد سياسة الاستبداد والفساد ,وتوافدت القيادات السياسة والاجتماعية للتحاور تارة و للتأييد تارة أخرى وما بين مؤيد ومعارض هناك صوت خائف من تحول الحراك لحراك طائفي وهذا ما يحذر منه عقلاء العراق وعقلاء العرب لأن تحول حراك العراق الاصلاحي لحراك طائفي يعني نار ستحرق الجميع بلا إستثناء , عشر سنوات والامل مازال يدغدغ مشاعر العراقيين فعراق التعايش والعلم والحضارة يحلم بعراق لكل العراقيين عراق ديموقراطي حقيقي لا نفس طائفي ولا استبداد ولا تعصب , عراق تنمية حقيقية وتعددية سياسية وتعايش وحوار فكري وثقافي , عراق الفنون والاثار يواجه تحديات كثيرة وكبيرة , فقوى الارهاب والتطرف المختلفة تواصل سفك الدم العراقي فلا يكاد يمر يوم واحد والا ونشاهد أشلاء الضحايا على شاشات التلفزة قتلى بالمئات وجرحى بالالاف وثكلى والضحية قيم وعادات وبلد جميل وكبير, عاش العراق عصور ظلام كثيرة لكن تلك العصور الظلامية لم تنل من عزيمة شعب العراق ولعل اهم مثال على تلك العزيمة ما واجهه شعب العراق من محاولات لجره لفتنة الاقتتال الطائفي في العام 2006م عزيمة ايقظت مضاجع قوى الظلام ولقنتها درساً بأن العراق لكل العراقيين بلا تصنيف أو تصانيف حتى محاولة الاقتتال على اساس ديني لم تنجح فعزيمة العراقيين أفشلت تلك المحاولة فقد وقف الشعب العراقي بكافة مكوناته بجانب المسيحيين الذين واجهوا الموت بصدور عالية فحوادث تفجير الكنائيس محاولة فاشلة كانت جزء من مخطط تهجير مسيحيو الشرق خطة تهدف لخلخلة التوازن الديموغرافي والسكاني والنتائج ستكون اقتتال طائفي وعصبيات مهلكة لا تبقي ولاتذر !
يحلم العراقيون بحياة أفضل , فبعد أن كان العراقيون يلعنون الاستبداد السابق ليلاً ونهاراً تحولت الاية وأصبح البعض منهم يترحم على ذلك الاستبداد وذلك يعني أن هناك استبداد وجرائم اشد فتكاً مما كان في السابق , في كل مرحلة تحول كبيرة تحدث مفاجأت وترث الانظمة اللاحقة تركه ملئة بالنتانة , لكن على نخب العراق التحرر من العقد الكثيرة وطي صفحة الماضي بكل مافيها والتوقف عن تدوير الأزمات, والالتفات لعراق عظيم كبير يحتضن الجميع فهل تعي تلك النخب معنى العراق الكبير العظيم أظنها لا تعي ذلك خاصة في وقتنا الحاضر المحتقن فهي تعيش وساوس ومشاهد أختزنها العقل الباطن فعصور الظلام السابقة أمرضت الجميع والجميع يدفع ثمن فيروساتها ! ؟ فالعلاج بيد تلك النخب !
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات