عشرون دليلا على تفاهة مذهب الإلحاد
1- الإلحـاد يخالف القانون الأول لنيوتن
القانون الأول لنيوتن يقول أن "الجسم الساكن يبقى ساكناً والمتحرك بسرعة منتظمة يبقى متحركاً ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تؤثر من وضعه (السكوني او الحركي)" إذن لابد من قوة خارجية أجبرت الإنفجـار الكبير أن يحدث وفي تلك اللحظة بالذات وأجبرت الكون أن يبدأ وفي تلك اللحظة بالذات
2- الإلحاد يخالف القانون الأول للديناميكا الحرارية
قانون بقاء الطاقة أو ما يعرف بالقانون الأول للديناميكا الحرارية يقول (( المادة لا تفنى و لا تُخلق من العدم)). إذا تأملنا هذا القانون نصل إلى إستنتاج أن الكون لا يمكن أن يوجد. وطبقا لهذا القانون فالكون غير موجود أو هو موجود في وجود الخالق .
3- الإلحـاد يخالف القانون الثاني للثرموديناميك
القانون الثاني للثرموديناميك يقول أن الكون يتجه الآن نحو الموت الحراري عندما تتساوى حرارة جميع الأجرام والجسيمات فالكون كما يقول العلماء يتجه نحو التفكك نحو الهدم نحو البرودة نحو التبسيط نحو الموت الحراري thermal death of universe بينما يقول الإلحـاد أن الكون يتجه نحو التعقيد نحو البناء نحو التطور .. لذا يعتبر العلماء أن القانون الثاني للثرموديناميك يحمل في طياته نهاية الداروينية والتطور الانتقائي .. وهذه قوانين وليست نظريات .. فالعلم في جانب والإلحاد والداروينية في جانب آخر تماما
4- الإلحـاد يخالف قانون الأخلاق
تعريف الأخلاق الأصلية :- هي تلك الأخلاق التي تأتي ضد المصلحة الشخصية .. ضد المادة .. ضد العقل
فالإلتزام الأخلاقي يُمثل قيدا للإنسان وكما قال نيتشه قديما :- إن قصور الإنسان في القوة ناتج عن إلتزامه الأخلاقي
فالأخلاق غير مربحة عمليـا .. فلابد أن يكون للأخلاق قيمة وهذه القمية لا تكون من هذا العالم .. قيمة لا تُقاس بالمعايير المادية المُجردة ولا تخضع للقوانين الطبيعية .. فالسلوك الأخلاقي والتضحية والمُثُل العليا والزهد والتبتل والإيثار هذه الأخلاق الأصيلة إما أنها لا معنى لها وإما أن لها معنى في وجود الله ..
5- الإلحـاد لا يجد تفسيرا لقانون الزوجية
يقول الشيخ نديم الجسر في كتابه الماتع ( قصة الإيمـان ) :- وكنت قبل ذلك لا أدرك أبدا سر الحكمة في تكرار ذكر الزوجين الذكر والأنثى في القرآن {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49 .. {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45 إلى أن قرأت للفيلسوف المعاصر هنري برغسون وأدركت أن تكرار ذكر الزوجين لا يُراد به المِنة فحسب بل يُراد به شيء أعظم وهو التنبيه إلى ما في اطراد الزوجية في النبات والحيوان بل والجسيمات من دليل عظيم على القصد ونفي المصادفة والداروينية والعشوائية والعبثية (1)
6- الإلحـاد المادي يقع في تناقض مع النفس اللامادية
إذا ارتكب إنسان جريمة وأصر أنه فعلها بدون قصد يسعى كل محامي لإثبات عدم القصد مع أنه بالمنظور المادي فالجريمة وقعت وانتهت على أرض الواقع والمجرم ايضا معترف انه مرتكبها لكن يتدخل القانون لمعرفة القصد والنية ومعرفة حالة النفس أثناء ارتكاب الجريمة وهل وقعت الجريمة بقصد ام لا .. وهنا نضع النفس في مركز اعلى من الحقائق أعلى من الواقعة المادية المجردة .. فنحن في الحقيقة لا نحكم على ما حدث في العالم لكن نحكم على ما حدث داخل النفس .. وهذا يعكس التناقض المبدئي بين الإنسان والعالم (2)
7- الإلحـاد يخالف قوانين حقوق الإنسان
فحقوق الإنسان هي قضية ميتافيزيقية بحتة فقولك أن البشر متساوون هذا ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقا لله فالمساواة بين البشر هي خصوصية أخلاقية وليست حقيقة طبيعية أو مادية أو عقلية فالناس من المنظور المادي أو الطبيعي أو العقلي هم وبلا شك غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة
فهؤلاء الضعفاء والفقراء في المال والصحة والعقل والمُستبعدين من موائد الإحتفالات في العالم الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه ليس لديهم إلا مدخل الدين وحسب الذي يبرهنون من خلاله أنهم متساوون بل ربما أحسن حالا عند الله من الأصحاء وهذا فيه برهان متكرر لقيمة الدين في المساواة (3)
8- الإلحـاد ينتهك كل الحرمات فهو لا يعترف لا بحُرمة ولا بقداسة
لا قيمة لكومة الفضائل التي ظلت الأديان تؤسس لها طيلة عشرات الآلاف من السنين فكما يقول الدكتور المسيري :- ينظر العلماني إلى الأرض على أنها مادة مُستغلة وغايته هي تحقيق أقصى إشباع منهـا أو كما يقول المفكر الإنجليزي جون لوك :- إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرا على هذا العالم وإذا كنا نستمتع بالحيـاة هنا في هذه الدنيـا فحسب فليس غريبا ولا مجافيـا للمنطق أن نبحث عن السعادة ولو على حساب الآباء والأبنـاء
فأفكار النجاسة والقداسة والعفة والطهارة هي أفكار مُستمدة من عالم آخر لا علاقة لها بالعالم المادي الدارويني الحتمي البارد .. إننا لو كُنا حقا أبناء هذا العالم لن يبدو لنا فيه شيء نجس أو مقدس ..
9- الإلحـاد يخالف قانون السببية
العدم لا يصنع شيئا .. لكل سبب مُسبب .. هذه بداهة عقلية مركوزة في الأذهان فهي أعلى من القانون وعليها تقوم علوم الدنيا ومقاصد الغايات يقول ديكارت :- أنا موجود فمن أوجدني ومَن خلقني ؟ إنني لم أخلق نفسي فلابد لي من خالق . وهذا الخالق لابد أن يكون واجب الوجود وغير مفتقر إلى من يوجده ولابد أن يكون متصفا بكل صفات الكمال {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }الطور35 .. ولا يخطر ببالنا أن ننكر هذه البداهة العقلية بحجة أن وهما عقليا يتطلب منا تسلسل العلل إلى غير نهاية فهذا باطل عقلا أو بحجة عدم معرفتنا لكنه العلة
وقانون السببية ليس قائما على المشاهدة كما يدعي الملاحدة فحواسنا إنما ترينا صورا عن ظواهر مفككة متتابعة ولا ترينا أبدا علاقة السببية فكيف نعرف هذه العلاقة إلا إذا كان العقل فيه قوانين منظمة فطرية – والكلام لديكارت – يستطيع بها أن يدرك الإحساس ثم يُصدر أحكاما إنشائية جديدة لا يعتمد فيها على الإحساس
10- الإلحـاد يخالف قانون القصد والعناية
كل الموجودات على سطح الأرض موافقة لوجود الإنسان بل وتعمل تبعا له فليس غريبا أن نقول أن كل ما حولنا يخضع لمتطلباتنا من ليل ونهار وفصول أربعة والمكان والهواء والجزئيات المحيطة ومدى موافقة كل ذلك لطبيعة الإنسان وحاجياته وليس مجافيا للحقيقة أن نقول إن هذا التناغم في الكون هو مصمم خصيصا لإنتاج الجنس البشري وكما يقول أخونا مجدي بمجرد غسل يدك تموت آلاف البكتريا فالإنسان هو العنصر الثابت في تاريخ العالم وتظل روحه وقيمه الأخلاقية لا تتغير فالإنسان كان وسيبقى هو الإنسان منذ ألف سنة ولدها الماضي إلى ألف سنة يلدها المستقبل لا تتغير طبيعته ولا مراداته
ياسر ابو النصر
العشرة الاخرى في موضوع قادم
التعليقات (0)