لم يكن انتظارنا طويلاً في سلطنة بروناي حتى حظينا بمقابلة السلطان حسن البلقية والذي كما توقعنا كان بشوشاً هادئاً ومصغياً .. فبالرغم من ضيق الوقت لكثرة انشغال جلالته الإ اننا استفدنا الكثير من توجيهاته وإرشاداته ونصائحه فيما يتعلق بالعمل الانساني وكانت مفاجئتنا أكبر عندما لم نجد تلك التعقيدات البروتوكولية في بلاط السلطنة فبمجرد دخلونا "للأستانة" قصر السلطان كان الجميع بشوشاً وودوداً وطيباً . خاصة وأننا لم نتطرق إلى السياسة أو أحداث الساعة أو ما يجري هنا وهناك ولم نتحدث عن المصائب والويلات التي تصيب بعض الامم . بل كان حديث جلالته مختصرا ومقتضباً حول العمل الانساني وحول الخطوات التي تتخذها بروناي لتقوية اقتصادها وتنويع مصادر الدخل ومن هذا الكلام .. كان حديث السلطان حديث الوالد الناصح والعارف الموجه والخبير المتمكن ونحن كنا نصغي مستفيدين من تلك الفرصة كي نطلع أكثر ونفهم أعمق ونحلل بشكل سليم ومتكامل .. الوقت الرسمي المخصص لهذه المقابلة هو عشرون دقيقة وهي ليست قليلة في حسابات الملوك والسلاطين، ونحن شعرنا أننا خرجنا بمجموعة توجيهات مفيدة وحساسة خاصة فيما يتعلق بالعمل الإنساني في تلك المناطق .
ولعل أكبر استفادة حققناها هي بالفعل شرف اللقاء بجلالته على أرض السلام والمحبة والأمان .. بروناي دار السلام.
د. رشيد بن محمد الطوخي
التعليقات (0)