تخيّلت تاريخنا الأدبي جسداً ثقافياً . قررت مغامرة مضاجعته . بدأت بالأطراف فإصطدمت بحرف كبير لأبن المقفع فوقعت وأدمتني بقية حروفه وهو ينصح رجلاً: "وطن نفسك على أنه لا سبيل لك على قطيعة أخيك وإن ظهر لك منه ما تكره فإنه ليس كالمرأةالتي تطلقها إذا شئت".
رأيت دهشتي تصّعد إلى السماء وكأنها بساط سحري يجلس على يمينه زوجتي ، وعلى يساره أختي ، وفي وسطه أمي وهي رافعة أكفها بالدعاء.
هممتُ بالقفز إلى الأفخاذ فهي مغرية لأي رجل فتزحلقت بحروف ناعمة ملمسها يبعث على الإستجمام وأخذ الأنفاس فكانت حروف ابن حزم التي كمدت جروحي إذ كتب : " الحب أعزك الله اوله هزل وأخره جد ، وليس بمنكر في الديانة ولا محظور في الشريعة إذ القلوب بيد الله"
بعد ان إنتهيت من قراءة هذه الجملة قلت وبصوت مرتفع : الله.
هممتُ بإكمال مسيرتي فرفعت رأسي إلى البطن ووجدت الحبل السري قد قطعه حرف حاد وقطرات الدم تتوزع وبأشكال وجوه حزينة ، فشاهدت المرأة التي تستغيث بالمعتصم والتي أطلقت صرختها التاريخية " ومعتصماه" ، وشاهدت سيف معاوية مُعلق فيه رأسا علي بن أبي طالب وأبى ذر الغفاري ، ثم غطيت عيني ووضعت وجهي في صدر الجسد وبدأت في نحيب سبّب سكتة دماغية لرأس الجسد. تدحرجت عندما بدأ الجسد يتمايل يمنةً ويسرة هاماً بالسقوط ، فوقعت على جرف كبير كان يحوي جثة وائل بن ربيعة ، إقتربت كي اتأكد فإذا بجثة جسّاس بن مرة تقاوم التحلل . حاولت أن اتخلص من هذا المازق فلم أقدر إلا على صياح زوجتي وهي توقظني وتردد : لا بارك الله فيمن يأكل مرقوقاً بعد الساعة الثانية عشرة .... يا ترى هل كان السبب تلك الوجبة الثقيلة المتاخرة؟
التعليقات (0)