مواضيع اليوم

عزمي بشارة: فلسطين آخر الدول المستعمرة في العالم

شريف هزاع

2010-05-17 22:00:36

0

كشف المفكر العربي الشهير عزمي بشارة في ندوة بعنوان "المشهد الفلسطيني في الذكرى الثانية والستين للنكبة" نظمها مركز الجزيرة للدراسات بالدوحة أن القضية الفلسطينية تعد آخر ملفات الحقبة، وبهذا القول يسقط ادعاء جبهة البوليساريو التي طالما تدعي أن المغرب يحتل الصحراء الغربية، وتدعو المنتظم الدولي إلى ما تسميه بتصفية آخر المناطق المستعمرة في إشارة إلى سيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية.

ونفى عزمي بشارة التفوق العربي العددي خلال الحروب ضد إسرائيل، واصفا ادعاء التفوق العددي العربي في هذه الحروب بالأكذوبة، مؤكدا أن عدد القوات اليهودية التي شاركت في حرب 48 كان قرابة 60 ألف مقاتل وقت انتهاء المعارك، في حين لم يتجاوز عدد مقاتلي الدول العربية المشتركة في القتال مجتمعة 18 ألف جندي عربي في جميع الجبهات.

وأورد عزمي شهادات القادة العسكريين العرب الذين قادوا المعارك إبان حرب 48 ضد العصابات الصهيونية آنذاك، وفند عبر إيراد تلك الشهادات المقولات الصهيونية التي طالما روجت ومفادها أن إسرائيل انتصرت في الحرب رغم التفوق العددي للعرب.

وأضاف أن قادة الجيوش كان لديهم وعي عميق بحجم التحدي العسكري الذي يواجههم في المعارك المتوقعة بعد إعلان قرار التقسيم واتضاح نوايا بريطانيا -دولة الانتداب حينها- والوكالة اليهودية نحو إعلان ما بات يعرف لاحقا باسم دولة إسرائيل.

وأوضح بشارة أن الوثائق تدل على أن العسكريين العرب طلبوا من رؤساء دولهم تجهيز 72 طائرة وست فرق عسكرية، مشددين على أنه لا يمكن دخول الحرب دون قوات موحدة، لكن القيادات السياسية العربية رأت أن تلك المطالب غير ممكنة، وأمرت العسكريين بدخول المعارك حسب ما هو متوفر لديهم من عتاد.

واستعرض المفكر العربي المعطيات الفكرية والسياسية والعسكرية الصهيونية في تلك الفترة التي تمثلت في المجازر التي ارتكبتها القوات اليهودية بحق الفلسطينيين لتهجيرهم، ثم تطبيقاتها السياسية لدى القادة الصهاينة عبر الإصرار منذ الأيام الأولى على تهميش ما يسمى الشرعية الدولية ورفض قرارات حق العودة الفلسطيني.

وشدد بشارة على واجب المثقفين العرب في ذكرى النكبة، وقال إنه لا ينبغي الانخداع بأطروحات من يسمون المثقفين الليبراليين الذين لا يخفون إعجابهم بإسرائيل كدولة ديمقراطية في زعمهم، وقال إن ذلك يخرج القضية عن سياقها التاريخي، فلا يمكن النظر إلى إسرائيل إلا من خلال صيرورتها الاستعمارية، وباعتبار أنها كانت أبشع أنواع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، أي تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الحقيقيين وإحلال مستوطنين مجلوبين بدلا منهم.

وحذر المفكر العربي مما يروج حاليا في بعض الدول العربية عبر إثارة النعرات الإقليمية، وتصوير الفلسطينيين وكأنهم يشكلون خطرا على هوية الشعوب التي يعيشون فيها، لافتا إلى أن ذلك لعبة صهيونية، لن تقود إلا إلى خلق حساسيات في المجتمعات العربية مما يترتب عليه أن تصبح قضية فلسطين عبئا على هذه الشعوب، في حين أنّ المطلوب أن تمتلك الشعوب العربية وعيا مسؤولا حيال قضية العرب الأولى.

عبـد الفتـاح الفاتحـي
elfathifattah@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات