عزف روح
رأيته شارد الفكر ، شاحب الوجه ، غائر العينين، فسكن قلبي شجن ، سألته
ما لنور وجهك توشحه غمائم سوداء و هو بهاء ؟
قال ان قلبي تسكنه الاشجان و عمري يلفه سواد الليل ، غادره قمر وضاء
قلت انظر الشمس تداعب وجه الكون ،تتودد في حياء ، تلامس شغاف القلب بسحرها و الدفء و الضياء
انظر عيدان الزهر،تتمايل سكرى شربت نسائم الفجر، فذاع شذاها بالروض الغناء اغنية للحياة
النهر تلاشى جذلان ،يسابق بالشوق يحضن البحر و الطير هناك هام ولها يعانق السماء ، قبلة للضياء
هنا سنديانتنا تحنو على ذكرياتنا و تضلٌل سنين عمرنا و النسيم يرهف السمع
لهمسات الحنين، تتوارثها الفراشات كل ربيع ،تدغدغ بها اكمام الزهر، تراودها قيلة للصباح
ضم اليد لصدرك و تحسٌس عزف الحب في قلبك في رقة و بهاء ،عمر هو سحري يسكن الروح ينزرع في ذاكرة الزمن ، يصارع اغراءات عيون النسيان ،ليحيا بالامل شمسا لا تعرف في قلبك المغيب، تنير أرواحنا مهما كدرتها الازمان
قم و احضن الجمال في روحك مأواه، مهما تلبد وجه السماء او غابت الشمس او اشرقت على الكون ،تبرق تبرق في قلوبنا امد الدهر، لا تبحث عن حلمك الا في قرار ذاتك ،فيها العطر و سر الحياة و الحب يتمسك بتلابيب القلب ان رويته من احلام الامنيات
نظر حوله لملم روحه ،رفع يداه تنهد و عانق من جديد الحياة
وقال كنت فقط تواق لك، ادندن لاسمع عزف روحك