عزرائيل يضرب بيد من حديد.
تظاهرات الشعب العراقي المسحوق على أبواب الدخول في شهرها الرابع، والمرجعية والعبادي مستمرة في التعاطي معها وفق منهج المماطلة والتسويف والتخدير والتغرير وإطلاق الخطابات الفارغة والعبارات المشفرة التي لا يعلم تأويلها إلا الضالعون في الفساد والتستر عليه، لذر الرماد في العيون وامتصاص الغضب الجماهيري، حتى أن الإصلاحات الورقية التي أطلقها العبادي، وباركتها المرجعية بان زيفها، وثبت أنها لا تصلح أن تكون حتى مجرد حبر على ورق، وخير مثال على ذلك خدعة عزل نواب رئيس الجمهورية، يرافق ذلك الممارسات القمعية وحالات الخطف والقتل والاعتقال والابتزاز التي تعرض لها المتظاهرون والناشطون التي تقف ورائها إيران ومليشياتها وزمر الفاسدين الذين تحتضنهم مع صمت مطبق للمرجعية والعبادي، إلا أن ذلك لم يثنِ من عزيمة المتظاهرين عن المضي قدُما في ثورتهم السلمية...
الضرب بيد من حديد عبارة حفظها المواطن العراقي وسأم من سماعها، فبالأمس كان يرددها رأس الفساد المالكي، ظاهرها أنها موجه ضد الإرهاب والخارجين عن القانون، لكن باطنها وواقعها ثبت أن المقصود بالضرب هو الشعب العراقي وخصوصا من يرفض سياسة المالكي الطائفية القمعية الفاسدة، ولا ينبطح لمشروع إيران الإمبراطوري الشعوبي، كما حدث مع المرجعية العراقية العربية وأتباعها، وكذلك ما تعرض إليه أبناء المنطقة الغربية من اعتداءات وحشية وغيرهم من العراقيين الشرفاء، ومع انطلاق التظاهرات عادت أنشودة الضرب بيد من حديد من جديد، لكنها هذه المرة على لسان مرجعية السيستاني فتأمَّلَ المتظاهرون خيرا ظنا منهم أنها ستضرب رؤوس المفسدين وتسترجع ما سرقوه من أموال الشعب، لكن ومع مرور الوقت لم نرَ اليد الحديدية ولا حتى الورقية، فالفاسدون باقون في مناصبهم يصولون ويجولون، وكأنَّ الشعب العراقي خرج بتظاهرات ضد الفساد والمفسدين في كوكب المريخ، وليس في العراق، بل إننا شاهدنا اليد الحديدية مسلطة على رؤس المتظاهرين والناشطين...!!!!!!.
في ظل هذه المشهد المضحك المبكي انبرى عزرائيل ليضرب بيد من حديد رؤوس الفساد بعد أن رأى خبث الطريقة التي يتم التعاطي بها مع المتظاهرين ومطالبهم المشروعة، فكان أول الرؤوس التي نالته يد عزرائيل الحديدية هو رأس عرّاب الاحتلال وزعيم مافيا السلب والنهب الجلبي ومؤسس البيت الطائفي، فكانت ضربة عزرائيل رسالة إلى الفساد والمفسدين وأسيادهم، بأن موسم حصاد رؤوسكم قد بدأ، مادام المتظاهرون ماضون في ثورتهم الإصلاحية التغييرية.
نعم أيها المتظاهرون الإبرار إن إرادة السماء معكم، تمدكم بعزرائيل والملائكة المسومين ما دمتم سائرين على نهجكم المقدس، وقلوب الشرفاء معكم، وعيون اليتامي شابحة نحوكم، وانين المعتقلين يستصرخكم، وآلام الأمهات الثكلى والمحرومين تستنجد بكم، ودماء العراقيين الأبرياء موتورة لم تجف بعد، وأرواح شهداء العراق تهفوا إليكم وتنتظركم في سوح التظاهر، والعراق الجريح المخطوف ينتظر تحرره على أيديكم، فلا تهنوا ولا تحزنوا ولا يثبطنكم من خذلكم ولا تتراجعوا، ولا تنسوا خطاب الناشط والمتظاهر الصرخي الذي كان ولا يزال حاضر معكم في السراء والضراء وفي سوح التظاهر حينما قال في بيانه الموسوم،"من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني":
(( 10ـ أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن سمِع لكم وخرج معكم وايَّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم ،ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر
ولا ننسى ابدا هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة {{ باسم الدين.. باگونة الحرامية}})).
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)