عزاء واجب للشهيد
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول : أصدقكم القول في هذه اللحظات لا أجد ما أعبر به عن المشاعر التي تجيش في صدري بعد ظهور النتائج الأولية للفرز والتي تؤكد تقدم د.محمد مرسي علي الفريق شفيق ولكني الآن أتذكر كل الشهداء الذين سقطوا علي أرض مصر في سبيل الحرية والكرامة لهذا الشعب أتذكر شهداء حفر قناة السويس شهداء ثورة 1919 وعبدالحكيم الجارحي ورفاقه وشهداء فلسطين في 48 وشهداء 67 وشهداء 73 وشهداء العبارة وشهداء قطار الصعيد وشهداء الثورة المجيدة الذين ضحوا بدمائهم الذكية لتنعم مصر بالحرية ومع كل هؤلاء أجدني أتذكرأحد الشهداء الذين سقطوا بنيران الغدر وشيعه والده فقط مع مسيحي أتذكر الآن حكاية والدي رحمة الله عليه عن المشهد الأخير في حياة الإمام الشهيد وهي قريبة من معظم الروايات المتواترة
( في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949 كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، وأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952
لم تكن الإصابة خطرة بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه. لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء بعد أن منعت الحكومة دخول الأطباء أو معالجتهم للبنا مما أدى إلى وفاته ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين وأرادت الحكومة أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة ولكن ثورة والده جعلتها تتنازل فتسمح بحمل الجثة إلى البيت مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً وألا يقام عزاء.
اعتقلت السلطة كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء إذ لم يكن هناك رجل غير والده ومكرم عبيد باشا والذي لم تعتقله السلطه لكونه مسيحيا وكانت تربطه علاقة صداقة بحسن البنا.)
خاتمة القول :هكذا جاء فوز د.محمد مرسي كرد اعتبار لكل هؤلاء الشهداء الذين سقطت أجسادهم علي أرض الكنانة وارتفعت أرواحهم في حواصل طيور خضر عند مليك مقتدر فلينعم الشهيد في جنات الرضوان ولينعم أهله وذوويه بشئ من شفاء الصدر وراحة البال وأقترح أن نقيم جنازة شعبية لكل الشهداء اعترافا بحسن صنيعهم وجميلهم الذي يطوق أعناقنا إلي يوم الدين
(مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )سورة الحج آية 15
عاشت مصر حرة قوية والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
الاثنين 18 يونيو2012
للتواصل مع الكاتب:
+966582383820
Sedeeks2011@twitter.com
sedeeks@yahoo.com
التعليقات (0)