رام الله / فلسطين / عدَّ رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية في القدس والضفة الغربية وآخرها قرارات إبعاد تطال آلاف الفلسطينيين، بمثابة عقاب للرئيس محمود عباس وللدول العربية.
وقال عريقات: إن التهويد ومخططات بناء 1600 وحدة استيطانية شمال القدس وفي كرم المفتي، وضمّ مواقع فلسطينية إلى التراث اليهودي، وقرارات الإبعاد العسكرية كلها لمعاقبة عباس والعرب على موقفهم الذي وافق على العودة للمحادثات غير المباشرة.
وأوضح عريقات خلال مؤتمر صحفي نظَّمه ديوان الرقابة المالية والإدارية برام الله أن هذه القرارات جاءت بعد الرد العربي بإعطاء فرصة للإدارة الأمريكية بالمضي في محادثات غير مباشرة مع حكومة بنيامين نتنياهو، لكن هذه حكومة تخير بين السلام والاستيطان فتختار الاستيطان.
وشدد عريقات على أن القرارات الإسرائيلية بإبعاد آلاف الفلسطينيين على خلفية ما سمي بقانون منع التسلل والذي دخل حيز التنفيذ الثلاثاء، هي نسف لكل جهود السلام والاتفاقيات وشرائع جنيف والقانون الدولي.
وقال: إن التطور الطبيعي للاحتلال، الذي هو أعلى مظاهر الإرهاب والفساد، يولد اليوم نظام فصل عنصري حقيقي بمساعدة المجتمع الدولي الذي يتعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون.
وبيَّن أن اختيار المجتمع الدولي دعم الإجراءات الإسرائيلية يعني أنهم يدفعون المنطقة إلى أتون العنف والفوضى والتطرف.
وطالب المجتمع الدولي المتحضر المستند للقوانين والشرعية الدولية أن يضع حدا لأعلى مظاهر الإرهاب والفساد المتمثل في الاحتلال والاستيطان وبناء الجدران والاقتحامات والحصار والاعتقالات وغيرها.
ووصف القرارات الإسرائيلية القاضية بإبعاد الفلسطينيين عن الضفة بأنها الميلاد الرسمي لظاهرة الانحطاط ونظام التفرقة العنصرية.
ونوه عريقات إلى أن الخرائط الجوية الحديثة تظهر أن الاستيطان في أراضي الضفة الغربية والقدس يشكل 1.6% من أراضيها، مؤكدا أن ذلك لا ينشئ حقا للإسرائيليين ولا التزاما على الفلسطينيين.
وأكد أن جهود استعادة المفاوضات لم تدخل إلى طريق مسدود، وخاصة بعد بيان اللجنة الرباعية الصادر من موسكو والذي قدم نقاطا جديدة لأول مرة داعمة للموقف الفلسطيني وعلى رأسها رفض ضم القدس وتطبيق القانون الدولي عليها وتشكيل لجنة تعامل مع مبادرة السلام العربية.
ودعا عريقات إلى استثمار مناخ الإدانة الأمريكية التي تحصل لأول مرة ضد إسرائيل، مطالبا العرب بفهم لغة المصالح مع الأمريكان الذين تغيَّرت خارطتهم الجغرافية منذ احتلال العراق وأفغانستان.
من ناحية أخرى، شدد عريقات على أن مواجهة نظام الفصل العنصري الذي يفرضه الاحتلال يتطلب إنهاء الانقسام الفلسطيني فورا.
وقال: إن الشعب الفلسطيني كله في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة تحت الاحتلال برا وجوا وبحرا، متسائلا: لماذا إذا يستمر الانقلاب في غزة؟.
وطالب عريقات حركة حماس بالمسارعة للتوقيع على ورقة المصالحة المصرية، وقال: إن من يعتقد أن وجوده أهم من فلسطين فهذا خطر على فلسطين لأن التعصب مرض أيا كان ممارسه كما قال.
وأكَّد أن قرار الإبعاد الأخير يهدف إلى تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة والدفع بقطاع غزة إلى مصر، وخاصة بعد أن أدرك نتنياهو أن الفلسطينيين لن يقيموا دولة مستقلة دون غزة.
وقال: إن المسألة بيدنا الآن فلتوقع الورقة المصرية، ومن ثم سيصار إلى أخذ أي ملاحظة كانت، لأن لا أحد يستطيع أن يمحو أو يستأصل الآخر.
التعليقات (0)