عروض أزياء صحية
لو قدر لشخص ما التجول أو مراجعة المستشفيات فإنه سيرى العٌجاب وسيتعاظم العجب إذا كانت الجولة أو المراجعة بمستشفىً خاص فالعجائب كثيرة وتردي الخدمة المقدمة ليس أولها أوأخرها !.
الزي مفرد لكلمة أزياء والتي تعني الرداء الذي يرتديه بنو آدم فلكل مجتمع ثقافته وزيه الخاص به الذي ينم عن ثقافة وعادات اجتماعية في الغالب , نحن كمجتمع عربي مسلم يقف ضد مظاهر الزينة والجمال ويتعاظم الموقف إذا كان الزي مخصصاً للنساء فهناك التحليل والتحريم الناجم عن اجتهادات فقيهة تٌراعي العادات والتقاليد الاجتماعية كغطاء الوجه والجسد ذا اللون الأسود المقدس فتلك الاجتهادات الفردية والجماعية لا تٌراعي أحداً حتى شبيهاتها الاجتهادية من مختلف المدارس الفقيهة .
بعيداً عن التعاميم " جمع لمفردة تعميم " والتي في حقيقتها ليست أداة نظامية مقدسة بل وسيلة تبليغ للقاعدة النظامية بصيغ مختلفة فإنها " التعاميم " مركونة بأدراج المكاتب ويا لكثرة المركونات بالجهات الحكومية , نصت التعاميم المختلفة على ضرورة التزام العاملات بالزي المحتشم مراعاةً للمراجعين والمرضى الذين لا يرجون من المراجعة والتطبيب سوى تخفيف الألم وليس زيادتها وإثارة الهرمونات الراكدة بنفوس البعض , بعض العاملات والمٌمارِسات بالمنشآت الصحية تحفز العقل على التفكير بعد أن تٌثير العين والجوارح فالعقل يتساءل ما فائدة تزينها الخارج عن المألوف في مكانٍ عام وما الهدف من كل ذلك أهو لإضفاء الرومانسية والمرح على المريض أو المراجع أم لتحفيز العيون على المشاهدة واكتشاف ماهو محجوب بطرق شتى أدناها التفكير والخيال لمن كان خياله واسعاً ؟.
تحولت المنشآت الصحية إلى مراكز عروض أزياء فاخرة فكل عاملة تنافس الأخرى في العرض والتزين والتجمل وكأنهن وجدن لذلك الغرض فقط , التزين والتجمل فطرة إنسانية طبيعية وحرية شخصية لها مكانها ووقتها وليس كل مكان أو وقت يٌناسب لإظهار الزينة والتجمل وإبراز ما وراء قطع القماش من أعضاء ومفاتن وصدور بارزة ؟ لكن بعض العاملات بمختلف التخصصات لا يعين ذلك فيظهرن كل شيء بأساليب مختلفة والعيون ترى تلك المظاهر بوضوح تام !.
لو تسأل شخص ما من فئة " الطيبين " عن إدارة المنشآت الصحية وموقفها من ذلك الهراء الذي حول المنشآت إلى مراكز عرض أزياء ومواقع تٌصيب الناس بأمراض القلب الرومانسية والشيطانية فإن الإجابة الواضحة والتي لا يراها الطيبون هي إن الله جميلٌ يٌحب الجمال فحبوا الجمال أيها المرضى والمراجعين !؟؟....
التعليقات (0)