عرض دراسة "كيفية التعامل مع حماس" لـ دانيال بايمان
ترجمها بتصرف: بلال الشوبكي
كيفية التعامل مع حماس، دراسة صدرت حديثاً عن مجلة شؤون خارجية، لدانيال بايمان، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، وزميل في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز. مؤلف كتاب "الثمن الباهظ: إنجازات وإخفاقات إسرائيل في مكافحة الإرهاب".
تقديم
يبدأ دانيال بايمان سطوره بالتأكيد على أن حماس هي العقبة الأساسية في طريق السلام من خلال تهديدها الدائم له عبر الصواريخ التي تطلقها أو تسمح لآخرين بإطلاقها. كما أن حماس وعبر سيطرتها على قاطع غزة أدت إلى انقسام السلطة إلى حكومة الأمر الواقع في غزة والحكومة المعتدلة في الضفة بقيادة أبو مازن وهو ما يشكل عقبة أخرى في طريق تحقيق السلام.
بعد ذلك يبدأ بطرح استراتيجية الإدارة الامريكية السابقة والحالية في مواجهة حماس بعد فوزها على فتح في انتخابات 2006، والتي شملت مقاطعة حماس وتأييد الحرب على قطاع غزة وحصاره. الحصار والمقاطعة وسياسات إسرائيل لم تنجح في تحقيق هدف إسرائيل وأميركا، وهو انهيار حماس وإعادة فتح للحكم في غزة، حتى الحرب على قطاع غزة لم يتجاوز نجاحها أن حماس قلّصت عدد الصواريخ، وهذا ما يدفع للقول أن إسرائيل والمجتمع الدولي لم يقوما حتى اللحظة بتطوير استراتيجية ناجعة للتعامل مع حماس.
يشير بايمان إلى تنوع وجهات النظر في إسرائيل بشأن حماس، البعض يريد التفاوض معها، لكن آخرين يخشون من عدم تغيير حماس هدفها الداعي لتدمير إسرائيل، وعليه هم يؤيدون حملات عسكرية أخرى على غزة قبل أن تزداد قوة حماس أكثر فأكثر. لكن في الواقع، إسرائيل تعتمد في هذا الوقت على الضغط الاقتصادي والعمليات العسكرية لاستباق الهجمات " الإرهابية" عبر قتل مطلقي الصواريخ.
يؤكد الباحث أن نبذ حماس مقبول أخلاقياً، لكنه سيقوض السلام مع عباس. ربما تقتنع حماس يوماً ما بألّا تقوّض السلام، وهنا على إسرائيل والمجتمع الدولي استغلال نقاط ضعف حماس، وخاصة فيما يتعلق بأدائها الحكومي في قطاع غزة. وذلك من خلال العصا والجزرة، فيمكن تخفيف الحصار على غزة وفي نفس الوقت تقوية مؤسسات السلطة بقيادة فياض، والبدء في المفاوضات من جديد، وكأن الباحث يريد أن يطرح فكرة المساومة مع حماس ضمن معادلة تضمن صمت حماس على عملية السلام مقابل تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة. وإذا لم تنجح هذه الطريقة في تغيير سياسات حماس، على المجتمع الدولي أن يدعم ردود عسكرية إسرائيلية أكثر عدائية ضد حماس.
حماس قادرة على إرباك المفاوضات
حماس أثبتت أنها قادرة على تهديد إسرائيل عبر صواريخ مورتار والقسام، وبالرغم من ضعف قدرة هذه الصواريخ التدميرية إلا أن تأثيرها النفسي كبير، فما يقارب من 72-94 % من الأطفال و 28 % من البالغين في سيديروت يعانون من اضطرابات نفسية. بالإضافة لذلك، فإن العبوات الناسفة التي تزرعها حماس بالقرب من الجدار الأمني تشكل خطر دائم على دوريات الجيش الإسرائيلي المتواجدة هناك. حماس لديها القدرة أيضاً على اختطاف جنود إسرائيليين أيضاً، واختطاف شاليط يدلل على ذلك فقد كان أكثر الأحداث درامية في العام 2006.
بالرغم من أن عدد الصواريخ انخفض بعد حرب غزة، إلا أن إسرائيل ما زالت متخوفة من إعادة حماس بناء قوتها، وقدرتها على استئناف العنف في الوقت الذي تريده، وهنا يقول بايمان أن إسرائيل تجد صعوبة في إجراء محادثات سلام في الوقت الذي تشعر فيه بأن أمنها مهدد، وتبرر ذلك بأنها لا تضمن استخدام أراضي الضفة لضرب إسرائيل كما هو الحال في غزة إذا ما انسحبت منها.
إسرائيل والمجتمع الدولي يدركان أن عباس لا يتحمل مسؤولية ما تفعله حماس، فهو لا يسيطر عليها، لكن في هذه الحالة فإن إسرائيل تتساءل: ما قيمة السلام مع من لا يمتلك القدرة على إنهاء العنف؟ في نفس الوقت فإن السلطة بقيادة عباس لن تتمتع بدعم شعبي في المفاوضات إذا قامت إسرائيل بشن هجمات ضد قيادات حماس والمدنيين الفلسطينيين. في هذه الحالة تستمر حماس كما هي، فيما الإسرائيليين والمعتدلين الفلسطينيين يفقدون مصداقيتهم.
بالإضافة لذلك فإن حماس لديها القدرة على تقويض السلام بدون استخدام العنف مباشرة، فغزة تعتبر مقراً للعديد من المجموعات الإرهابية. هذه المجموعات لا تمتلك القوة مثل حماس كما يشير الباحث لكنها قادرة على ضرب إسرائيل، وحماس يمكنها تجاهل عمليات هذه المجمموعات ضد إسرائيل متى شاءت.
ليس هذا فحسب، بل إن حماس قادرة على إرباك المفاوضات سياسياً، ومن الأمثلة التي يسوقها الباحث للتدليل على ذلك، ما أثارته حماس من ضجة حول موقف السلطة من تقرير جولدستون لتصوير عباس أنه يتاجر بالقضية الفلسطينية.
على أي حال ، فإن حماس في المرحلة الحالية ليست بحاجة لفعل الكثير من أجل تقويض محادثات السلام، فالخلاف حول المستوطنات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عطل إمكانية تحقيق أي شيء من المفاوضات غير المباشرة التي أطلقتها واشنطن، لكن في أي مرحلة يمكن أن تتقدم فيها المفاوضات وفقاً لرؤية أوباوما، فإن حماس ستلعب دور المفسد فيها، فنجاح المفاوضات سيحسن من صورة المعتدلين في فلسطين ويهدد حماس.
حماس ستهدد أي نجاح للمفاوضات. حينما كانت المفاوضات سارية في بداية التسعينات كانت حماس أضعف من أن تهددها، لكنها في العام 1996 بالإضافة إلى الجهاد الإسلامي قامت بسلسلة عمليات تفجيرية ضد إسرائيل. حماس ومن خلال عملياتها أحبطت أي إمكانية لبقاء شمعون بيرس كرئيس للوزراء آنذاك، حيث أثرت عملياتها سلباً على الوضع الانتخابي لحزب العمل، فيما مهّدت الطريق لنتنياهو الذي كان من أكثر المتشككين من المفاوضات.
عزل غزة
إسرائيل ومصر والمجتمع الدولي أطبقوا الحصار على غزة لعزل حماس وإضعافها، لكن إسرائيل لا تقوم بضغط حقيقي على أهالي غزة لاعتبارات إنسانية. السياسة الإسرائيلية في حصار غزة تقوم على أساس:
• لا ازدهار.
• لا تنمية.
• لا أزمات إنسانية.
معدل الفقر في غزة الآن 80%، ومعظم أهالي غزة يعتمدون على العون المقدم من الأمم المتحدة أو من داعمي حماس كإيران، والوضع الصحي والتعليمي في غزة يتدهور، بالإضافة إلى البطالة، فقد فقدت شريحة واسعة عملها داخل سوق العمل الإسرائيلية بعد اندلاع الإنتفاضة الثانية.
تسليط الضوء على الوضع في غزة عاد بقوة بعد أن هاجمت إسرائيل سفينة مرمرة التركية والتي هدفت لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فقد قتلت 9 مشاركين على متن السفينة، مما أسفر عن تدهور في العلاقات التركية الإسرائيلية وسياسات تركية متشددة تجاه إسرائيل كالمطالبة بالإعتذار وعدم السماح للطيران الحربي الإسرائيلي باستخدام المجال الجوي التركي. رئيس الوزراء البريطاني رد على الهجوم الإسرائيلي بأنه غير مقبول تماماً، فيما إدارة أوباما دعت لنهج جديد للتعامل مع غزة. الهجوم على مرمرة التركية لفت انتباه العالم من جديد لغزة، والأسوأ أن حماس بدأت تظهر كالضحية أمام العنف الإسرائيلي.
نتيجة لذلك، أعلنت إسرائيل أنها ستركز جهودها فقط على منع جلب البضائع ذات الصلة بالأمور العسكرية، فيما ستسمح لأهالي غزة بالسفر للعلاج في الخارج، إلا أنها بقيت تمنع استيراد المواد ثنائية الاستخدام كمواد البناء والأجهزة الإلكترونية. بالنسبة لمصر فقد فتحت معبر رفح أمام الدعم الإنساني، لكنها ما زالت مصرّة على عدم مساعدة حماس، فقد استمرت في بناء الجدار الفولاذي على حدودها مع غزة.
العالم وجه اللوم لإسرائيل على تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، وخاصة بعد زيارة بان كي كون للقطاع وإعلانه أن السياسات الإسرائيلية خاطئة.
مساعدة حماس
لقد فشل الحصار المفروض على قطاع غزة، ولم يُضعف حركة حماس التي سحقت خصومها السياسيين. حماس اليوم لا جدال عليها، فهي بعيون أهالي غزة الأكثر شرعية، وهي من تحتكر استخدام القوة، ونفوذها السياسي بين الفلسطينيين يتزايد على حساب حركة فتح.
حماس اعتمدت في وصولها إلى السلطة على فوزها في الانتخابات التي أجريت عام 2006 في ظل فساد حركة فتح، فحركة فتح لم تنجح في تقديم الخدمات للمواطنين، ولم تحقق السيادة على طاولة المفاوضات. الشباب الفلسطينيون على وجه الخصوص خابت آمالهم من حركة فتح، فهم يفضلون الآن الوجه الجديد للإسلام السياسي.
غزة تعرضت للإهمال تحت الحكم المصري ومن ثم الإسرائيلي، وأُسيء حكمها من قبل عرفات وخلفائه، لكنها أخيراً تمتلك حكومة حقيقية.
ليس هذا فحسب، فالحصار لم يؤت أُكُله، بل جاء بنتائج عكسية أحياناً، وذلك في النواحي التالي:
• الحصار ساهم في زيادة أهمية الخدمات الاجتماعية التي تقدمها حماس.
• إحتكار القوة من قبل حماس، وتجديد الأجهزة الامنية والشرطة.
• اختفاء المجموعات التي تحمل السلاح علناً.
• المواطنون ملتزمون بدفع الضرائب وفواتير الكهرباء.
• القبض على المجرمين ووضعهم في السجن.
• حماس طورت قدراتها العسكرية وخاصة في مجال الصواريخ.
• حماس استفادت من تجارة الأنفاق، فقد جنت ضرائب قيمتها 200 مليون دولار في العام 2009.
• الأنفاق وفرت فرص عمل لـ 40 ألف مواطن.
• حماس تأخذ الملايين من إيران، فإيران بحاجة لتسجيل نقاط لدى المسلمين السنة من خلال مساعدة حركة حماس.
• خالد مشعل اجتمع مع الرئيس الروسي مدفيدف في دمشق خلال شهر حزيران، كما اجتمع مع الرئيس التركي غول، والعزلة الدبلوماسية التي عانت منها حماس انخفض مستواها بعد أحداث سفينة مرمرة.
• الحصار أضر بسياسات أميركا في العالم الإسلامي، فصور المعاناة التي تبثها قناة الجزيرة من قطاع غزة، تساهم في تعزيز صورة أميركا كداعم لإسرائيل أمام الملايين من المغرب حتى أندونيسيا.
الحصار فشل بكل المعاني، فحماس أصبحت أقوى سياسياً وعسكرياً. أكبر مشكلة تواجهها إسرائيل الآن، أن وقف إطلاق النار الحالي قائم على الردع قصير الأجل، وليس على صفقة بعيدة المدى. حماس أوقفت ضرب الصواريخ ليس لإنها وافقت على ترتيبات سياسية، وإنما بناء على مقاييس الربح والخسارة. الردع قد يتلاشى إذا حصلت حماس على أسلحة وإذا تغير الوضع السياسي في إسرائيل أو قطاع غزة.
محدودية القوة .. الخاسر الأكبر عباس
يعتقد البعض في إسرائيل أن الحل البديل عن الحصار هو مواجهة حماس وإقصائها عن الحكم في غزة، إلا أن هذا قد يضع إسرائيل في ورطة. عسكرياً هذا يعني أن على إسرائيل البقاء في غزة لمدة أشهر حتى تقضي على بينة حماس بالكامل، وهذا مكلف لإسرائيل، فحماس ستجعل إحتلال قطاع غزة من جديد باهظ الثمن، وستوجّه الضربات بكافة أنواعها إلى إسرائيل من الضفة وغزة على السواء. كما أن مثل هذا الخيار يعني خسارة سياسية، فإسرائيل ستوتر علاقتها مع أميركا والمجتمع الدولي والسلطة في رام الله، المفاوضات ستصبح صعبة إذا سقط مدنيون جراء أخطاء إسرائيلية.
الخاسر الأكبر نتاج البديل العسكري لإسقاط حماس هو محمود عباس. حينما شنت إسرائيل هجومها في أواخر 2008، فإن مصداقية كل من عباس وفياض قد تضعضعت، فهم لم يطالبوا بأكثر من وقف النار. في مثل هذه الظروف، الفلسطينيون آمنوا أن عباس عمل لإسرائيل ضد شعبه، لأنه سعى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب حماس. قبل الحرب، أشارت استطلاعات الرأي أن إسماعيل هنية سيخسر في أي انتخابات رئاسية قادمة أمام عباس، لكن نفس الاستطلاعات أشارت إلى فوزه بعد الحرب.
من الصعب على محمود عباس تجديد عملية السلام في الوقت الذي تتبادل فيه حماس وإسرائيل إطلاق النار في غزة، فعباس لا يرغب في الظهور كداعم للمواجهة العسكرية مع حماس.
الحصار قد فشل، والخيار العسكري ليس البديل الأنسب. إحتلال غزة ومن ثم الإنسحاب لا يعني أن حماس لن يكون لديها القدرة للعودة إلى السلطة مرة أخرى.
وقف إطلاق النار
إذا كان لا يمكن اقتلاع حماس، فهل يمكن أن تهدأ ولا تقوم بعرقلة عملية السلام؟ ربما، فحماس براغماتية في الممارسة السياسية على عكس خطابها. تعرف كيف تتعامل مع خصومها، وتفاوض إسرائيل بشكل غير مباشر عن طريق مصر، فهي على عكس القاعدة يمكن أن تصل إلى حل وسط. حماس أوقفت إطلاق النار عدة أشهر خلال الهدنة، وقادتها أعلنوا قبولهم بحدود 1967، مع إمكانية القبول بهدنة طويلة الأمد كخطوة أولى نحو الدولة الفلسطينية.
حماس تخشى نجاح المفاوضات وتريد تقويضها، لأن نجاح المفاوضات يعني تقوية عباس وتهديد مكانة حركة حماس. كما أن أي نجاح للمفاوضات سيضعف من شعار حماس بأن المقاومة هي الطريق نحو النصر. لذلك، إذا حصل أي تقدم جدي في المفاوضات في الوقت القريب بدون صفقة مع حماس، فإنها ستخرق وقف إطلاق النار بشكل مباشر أو من خلال الجهاد الإسلامي.
الحصار لم ينجح، لكنّه منع حماس حتى اللحظة أن تثبت قدرتها على الحكم كتيار إسلامي أمام الناس في الضفة والعالم العربي إجمالا. فالوضع المتردي في غزة جعل أهالي غزة مهتمون بمعبر كارني أكثر من القدس، ومهتمون بالحصول على العناية الطبية أكثر من قبة الصخرة.
إيران وضرائب الأنفاق وداعمي حماس يؤهلوا الحركة للبقاء على قيد الحياة لا أكثر من ذلك، حتى أن الأنفاق التي تعتمد عليها حماس أضحت في خطر بعد التعاون المصري الأمريكي في بناء الجدار الفولاذي.
أكثر ما أثر على حماس هو فشلها في تحقيق نوع من النصر في حرب 2008 كما فعل حزب الله في 2006. استراتيجية حماس العسكرية كانت ضعيفة. كما أن الدعم السياسي الخارجي لحماس كان ضعيفاً فهو لم يتجاوز تضامن الإسلاميين المعارضين في البلدان العربية. ووقفت حماس بعد الحرب تعاني تحديات داخلية في إطار علاقتها مع فتح، والجهاد الإسلامي، وظهور تيارات إسلامية متشددة داخل القطاع.
ملخص القول: في ظل هذه الظروف فإن حماس لا تستطيع الحكم بحرية ولا القتال بفاعلية.
الصفقة
بعد توضيحه الخطأ في حصار حماس أو مواجهتها عسكرياً، يطرح بايمان ما يمكن تسميته بالصفقة بين إسرائيل وحماس، بحيث تشمل تنازل إسرائيلي في قضية المعابر، من خلال السماح بتدفق البضائع بشكل منتظم إلى غزة مع تواجد لمراقبين دوليين على نقاط العبور، فيما تقوم المخابرات الإسرائيلية بمراقبة الأمور لضمان قيام المراقبين الدوليين للمهام المناطة بهم. في المقابل على حماس الإلتزام بوقف دائم لإطلاق النار، ووقف أي هجمات على إسرائيل من الأراضي الواقعة تحت سيطرة حماس، بما في ذلك منع الجهاد الإسلامي من القتال. كما يتوجب على حماس إغلاق جميع الأنفاق، ولجعل الصفقة ذات طابع سياسي يجب أن يجري تبادل للأسرى، بحيث يُفرج عن شاليط مقايل أسرى فلسطينيين. الصفقة لن تشمل اعتراف حماس بإسرائيل، أو اعتراف إسرائيل بحماس، وهو ما لا تريده حماس على أيّ حال.
مصر عليها أن تتوسط من أجل هكذا صفقة. لكنّها على أي حال مثل إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا تريد لحماس أن تحقق أي نجاح، فحماس بالنسبة لمصر حركة انبثقت عن الإخوان المسلمين، وأي نجاح لحماس قد يؤثر على مصر. رغم ذلك، فإن مصر عليها أن تدعم صفقة كهذه لأن من مصلحتها إنهاء ملف غزة الذي يظهرها كحليف لإسرائيل في قمع المسلمين.
النتائج المفترضة لهذه الصفقة:
• حماس ستستطيع المطالبة بتحسين الأوضاع في غزة.
• ستتمكن حماس من توفير الدعم لمؤيديها.
• ستتمكن حماس من خلق علاقات مع لاعبين جدد في المسرح الدولي.
• إسرائيل لن تتعرض لهجمات صاروخية مجدداً وسينتهي هذا التهديد.
• صواريخ حماس سوف تصدأ وسيتمكن الإسرائيليون من العيش بشكل طبيعي قرب غزة.
• إسرائيل والسلطة ستستمر في المفاوضات دون خوف من حماس.
• إسرائيل ستعطي السلطة مزيداً من الصلاحيات الأمنية في الضفة دون الخوف من سيطرة حماس عليها.
• وقف إطلاق النار سيخفف من الغضب الدولي على إسرائيل.
• ستشكل هذه الصفقة بيئة دائمة لتجديد وقف إطلاق النار، وهو ما يُؤمل إسرائيلياً.
• هكذا اتفاق مع حماس يحمل في طياته مخاطر على عباس وفياض، فتحسن الوضع الاقتصادي في غزة واستقرار وضع حماس سيسمح لها بأن تنافس السلطة في رام الله، ولذلك على المجتمع الدولي أن يدعم حكم فياض بحيث يؤسس للدولة في الضفة الغربية، ويشكل منافس حقيقي لحماس.
• من جانب آخر فإن مثل هذه الصفقة ستفيد فتح سياسياً، فحماس لا يمكنها أن تقف ضد رفض العنف والمحادثات مع إسرائيل، فهي ستكون قد قامت بنفس الشيء بشكل غير بماشر، ومع ذلك فإن أي صفقة مع حماس ستزيد العبء على فتح، والحل المثالي لذلك هو المصالحة بين فتح وحماس.
يختم دانيال بايمان سطوره بالآتي:
حماس باقية، ورفض التعامل معها يعني السير نحو الأسوأ. المعتدلون الفلسطينيون سصبحوا أكثر ضعفاً، وحماس أكثر قوة. إذا أرادت إدارة أوباما دفع عملية السلام إلى الأمام، عليها مواجهة حماس أولاً. عملية السلام ليست على المحك فقط، بل إن احتلال غزة مجدداً أصبح ممكناً.
---------------------------------
الآراء الواردة في هذه الدراسة لا تعبر بالضرورة عن رأي المترجم
المصدر : Byman, Daniel. Foreign Affairs, Sep/Oct2010, Vol. 89 Issue 5, p45-62, 18p
التعليقات (0)