مواضيع اليوم

عراق حقيقي أم عراق مزيف؟!

نزار جاف

2011-11-09 19:56:34

0

جنوح محافظات عراقية(سنية) نحو الفيدرالية و إعلانها عن عزمها على إنشاء إقاليم خاصة بها، فقد ذلك کان إقرار علني واضح جدا من ان خيار الفيدرالية قد إجتاز واحدة من أهم و أخطر العقبات الکأداء التي کانت في طريقه و بات خيارا وطنيا عراقيا الى حد کبير.
عندما رفع الکورد شعار الفيدرالية، و تبعهم"بعض" من الشيعة، فقد جوبه هذا الشعار برفض قوي من جانب السنة العرب الذين قاموا بحملة إقليمية و شبه دولية من أجل الوقوف ضد هذا الشعار و منع تطبيقه، لأنه(بحسب إعتقاد السنة العرب آنذاك)، کان يعتبر تهديدا لوحدة التراب العراقي و يمهد لتفتيته، غير ان نجاح التجربة الکوردية من عدة جوانب و تمتع سکان الاقليم بقدر وافر من الامن و الاستقرار و الحياة الحرة، وإصرار شيعة العراق على إعلان أقاليم في مناطق تواجدهم، دفع ذلك بالسنة العرب أخيرا للتوجه بهذا السياق و رأوا أن الشك و الريبة من الفيدرالية، لايغير من واقع الامر شيئا من جانب، و يزيد من وطأة الظروف السلبية التي يعيشونها أکثر فأکثر، من جانب آخر.
سياسة حکومة نوري المالکي التي يبدو انها تثير غيظ و حنق السنة العرب کثيرا و يرون فيها قدر کبير من التجاوز على حقوقهم، فقد توصلوا أخيرا الى قناعة مفادها بأن الفيدرالية قد تکون الساتر و الضمان الاکبر للحفاظ على حقوقهم و مقدراتهم و إيقاف الاخرين عند حدهم، ولعل هذا الفهم السني قد أغاض بدوره"بعضا"من الشيعة فدفعتهم الى إطلاق إتهامات مختلفة بوجه ميول السنة العرب المتأخرة للفيدرالية، وعلى بالرغم من قساوة و عنف الرد(الرسمي)الشيعي على المطلب السني هذا، لکن ذلك لا و لن يعني دفع السنة العرب للتراجع عن مطلبهم بل وان الشواهد أکثر من کثيرة على أنهم ماضون قدما بإتجاه إعلان أقاليم خاصة بهم ضمن عراق فيدراله‌ موحد.
ان نغمات(وحدة التراب العراقي)، و(تجزأة و تفتيت وحدة العراق)، و(تهدي الامن القومي العراقي)، والتي کان يحمل لوائها قوى سياسية تنتمي طائفيا للسنة، قد أکل عليها الدهر و شرب، وان سعي قوى و إتجاهات و شخصيات شيعية لکي تحمل لواء تلك النغمات المشروخة، هو جهد عقيم و فاشل منذ الوهلة الاولى، إذ ان العودة الى منطق الاستبداد و الفرض القسري للخيارات(کما کان الامر منذ اواخر الستينيات و لحد أعوام خلت من سقوط نظام حزب البعث)، لم يعد منطقيا و لاعمليا و لاحتى ممکنا أبدا، فقد تغير الحال و المقام لم يعد ذلك الحديث الخرف يماشي و يساير حال و مقام اليوم، الذي يجري اليوم هو في الواقع إنعکاس لماهية عراق حقيقي يمکن للجميع أن يعيشوا في ظله بأمن و سلام و استقرار، أما مايدعو إليه ذلك الرهط من(رفاق آخر زمن)من الشيعة العراقيين، فهو دعوة للعراق المزيف الذي اوصل الجميع الى کل تلك الحروب و المآسي و شتان مابين العراقين
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات