عراق بين طوائف وأحلام
سقطت الموصل ونينوى بيد مسلحي دولة العراق والشام المسماه بالإسلامية "داعش" سقوط كان البعض يتوقعه لعدة أسباب من بينها تململ القوات الأمنية والجيش من ممارسات نظام بغداد المتحكم في مفاصله طائفة نوري المالكي الحاكمة, وفشل القيادات الأمنية في فرض الأمن بسلطة القانون لا بسلطة السلاح والمواجهة , والإحتقان والغضب الشعبي من التهميش الممنهج ضد طوائف العراق ومن بين تلك الطائفة الطائفة السنية , ودخول العراق منذ سنوات نفق الصراعات الطائفية السياسية التي أفضت لصراعات مسلحة تقوم بها مجاميع سياسية مسلحة ذات أهداف سياسية بحته مجاميع تعمل ضمن منظومة "الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي " . الداخل العراقي يعاني من التمييز المذهبي والطائفية والإحتقان وغياب التنمية والأمن والإستبداد الممنهج بقوة ضد طوائف العراق المتعددة معاناة شبيهه بمعاناة الشعب العراقي عندما حكمه نظام البعث البائد , فعهد صدام حسين الدموي لا يقل دموية عن عهد نوري المالكي رئيس وزراء الطائفة وليس رئيس وزراء العراق بأكمله . مشاكل العراق متراكمه وتركة تتورثها الأجيال فالعقل العراقي لا يختلف عن العقل العربي فقد تغير ساسياً بشكل جزئي ولم يتغير إجتماعياً وفكرياً وثقافياً , فهو يرى بعين تراكمات الماضي وبتداعيات الحاضر , النظام العراقي المتمثل في حكم نوري المالكي صاحب السلطات العليا بالبلد والمنبثقة حكومتة من إنتخابات برلمانية نظام قائم ومستند على الطائفة لا على الوحدة الوطنية , إستناد يدعمه الدستور العراقي القائم على المحاصصة السياسية المفضية لمحاصصة طائفية ومذهبية وعرقية , دستور يشرعن الطائفية بطريقة مباشرة , وتلك إشكالية أفرزت تخبطات حكومية كان أخرها دخول العراق بنفق الصراعات السياسية المسلحة بعدما أنتفضت مجاميع شعبية رفضاً للظلم والتهميش , دخول داعش لم يكن مصادفة فنظام نوري المالكي يقتتات على الصراعات والدموية فسقطت بعض المناطق وكشفت عن وجودها مشهرة السلاح بوجه الشعب وبوجه الدولة المترهلة المتأرجحة مستغلة الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية التي يعيشها العراق جراء حكم طائفي يتخبط يمنه ويسره ؟ الحلول الأمنية لا تحل مشكلة معقدة بل تعمقها وتعقدها أكثر , ونوري المالكي أنتهج نهج الحلول الأمنية طلباً للتعقيد والتأزيم والسبب خدمة قوى إقليمية وإستخدام ورقة مكافحة الإرهاب طلباً للدعم اللوجستي والإبتزاز السياسي في الداخل والخارج , لو كان نوري المالكي يستمع لمطالب الشعب ولو كانت نخبة الشعب المتربعة على مقاعد البرلمان تسمع وتعمل لأجل العراق لما وصل العراق لدولة المجاميع المسلحة طائفياً ومذهباً وعرقياً فكل طائفة وفرقة وعرق ومذهب يمتلك جيشاً من المسلحين .. مشاكل العراق المتفاقمة إذا لم تدخل عقلاء العراق ودول الإقليم بما فيها إيران والسعودية فإنها ستتحول لمشكلات وقلاقل تهدد العراق ككيان سياسي ضمن منظومة الدول العربية وتهدد الدول الإقليمية تهديداً مباشراً . أول خطوات الحل هو إنتهاج نهج الحوار والمصالحة الكاملة وإعادة كتابة دستور وطني يكون معياره الوطنية لا الطائفة والمذهب , وإبعاد رجالات الدين عن الساسية عبر اليات وقواعد تفضي لدولة مدنية لا دولة عمائم ولحى تشرعن الإرهاب وتقتات على الحركية والحزبية فالتشيع السياسي يقابلة تسنن سياسي متعدد المدارس والإتجاهات وتلك معضلة ولدت من رحم التهميش وإستغلال الدين لغايات سياسية بحته , عندئذٍ يمكن للعراق أن ينهض ويعود لممارسة دوره العربي ويلتفت أبناءه للبناء والتعمير ملقين بسلاح الطائفية والحزبية على أرض طالما أرتوت بدماء ضحايا صراعات سياسية وطائفية ومذهبية بغيضة . أمريكا دخلت العراق فمارست الجرائم والقت به ككيان بحضن طائفة واحدة , تلك الطائفة تلقفت عراق حالم فلم تعمل لأجل العراق ككل بل عملت لأجل الطائفة فمارست الظلم والتمييز والتهمش والإستبداد رافضة لكل مشاريع ودعوات التعقل والوحدة والتعايش والتعددية فكانت النتيجة تخبطات في البداية وفي النهاية حمل للسلاح والإلتحاق بفرق وجماعات يرى فيها الملتحق أنها المنقذ وهي ليست كذلك فالأمل والتهميش والعاطفة وأشياء متعددة هي دافع من ركب موجة الإقتتال والتحق بصراعات المسلحة والملام في النهاية هم المتاجر بالدم العراقي وخاطف الأحلام وسياسي الطوائف والمذاهب والأعراق ونظام نوري المالكي بأدواته المختلفة هؤلاء هم السبب وبداية أي حل لا بد أن تكون من عند سبب وجذر المشكلة عبر إقتلاعه وإستبدال الجذور النتنة بجذور وطنية شريفة ... عبر التاريخ إستقرار أي بلد مرتهن ومرتبط بوحدته الوطنية فالوحدة الوطنية نظام إجتماعي سياسي طبقات وطوائف ومذاهب وأعراق مٌشكلة عقد واحد أي خلل في ذلك النظام فإن الإستقرار يكون ضرباً من الخيال , والعراق كذلك لا يمكنه أن يستقر الإ بتحقق وحدة وطنية شاملة تعددية وتعايش فالعراق بلد الطوائف والأعراق وإستقراره مرتهن بتحقيق وحدة وطنية صادقة لا كاذبة ووثيقة مكة عام 2006م أبلغ دليل على الوحدة الكاذبة وإستغلال الدين والمذاهب في الصراعات السياسية , فمتى يهنأ العراق ويستعيد وحدته المختطفة من قبل قوى الظلام وتجار الحق والدم ...
التعليقات (0)