عراق المغرب العربي
هذا الصباح قرأت مقالا مهما لـــ" سهيل الغنوشي " بعنوان الملحمة الليبية ، و الموقف الأمريكي" ، و فيه يقر كاتبه بأن "أمريكا أساءت قراءة الموقف في لبيا ، و أخطأت في التعامل معه ، و أضرت كثيرا بمصالحها في لبيا ، و في العالمين العربي ، و الإسلامي "
و لكن هل أساءت أمريكا فعلا قراءة الموقف الليبي ... إن تماطلها في إصدار أراء حول الثورة ، و المجازر المرتكبة في ليبيا ، إلا بعد حين من الزمن الطويل أذى إلى استفحال الوضع و تدهوره ، و بالمقابل أبرز الزعيم ـ المزعوم ـ بأكثر وحشية و دموية ،و لعلها الصورة التي رغبت أمريكا في رؤيتها على واقع المشهد الليبي ... في حين لم تقبل برؤيتها على المشهدين المصري ، و قبله التونسي ....
إن الأحداث الأخيرة ، جعلت الفرد العربي ، يفكر طويلا ، و يعيد صياغة الأحداث في هذه الثورات النبيلة ، التي إذا سلمنا بأنها فعلا عفوية في بدايتها ، إلا أن التكتيك الأمريكي لا يفتأ أن يحشر أنفه في التفاصيل ليقتات منها ، فها هو الكولونيل " دفيد لابان " المتحدث باسم البنتاغون " يؤكد أنه وفق قانون الطوارئ سينشر الجيش الأمريكي على الحدود الليبية الجوية و البحرية ، و هو ما تحدثت به " هيلاري كلينتون " في اجتماع مجلس حقوق الإنسان، بأنه قد تكون هناك حاجة على دعم ـ ما عبرت عنه ـ بالجهد الإنساني بالقوات البحرية على الحدود الليبية .
هذه التصريحات المتأخرة ، إنما تثبت نوايا أمريكا الخبيثة في تكرار لعبتها العراقية المتعفنة ... لتحول لبيا إلى عراق المغرب العربي ... و هو ما يفسره نجاح هذه الثورات في هذه المنطقة تحديدا ... رغم .... و رغم ....
فهل ستنجح أمريكا في إحداث عراق أخرى .... ؟...
قد لا يبدو السؤال مهما .لأنها أبدا لن تنجح ... فبعبع أمريكا بات غير مخيف ، و منه فعلا أمريكا أساءت قراءة الموقف في لبيا ، كما ستسيء القراءة مع كل نهضة الوطن العربي ...
التعليقات (0)