عذرا يا جيل 25 يناير

نامت مصر خمسين عاما واستيقظت هذا العام وتغيب أهلها في سبات عميق أو غيبوبة مقيتة فضاع عمر جيل أو جيلين من أبنائها هم نحن ومن سبقنا بعشر سنين ومن جاء بعدنا حتى الآن...وهذا قدر الله أراد به ما أراد ولا نعلم حكمته وفي كل الأحوال نقول الحمد لله..... وربما كانت حقبة تختصر ما لقيته مصر وما تلقاه في عشر سنين أخرى قادمة حتى تصل إلى نهضة لم نكن نحلم بها...إن جيلنا سلم مصر للجيل الجديد من شبابها مهترئة مشتتة ضائعة فلهم أن يلومونا وعلينا أن نعتذر.....نحن أسأنا التصرف مع قادتنا الذين خدعونا وسرقونا وأفسدوا بينما كنا مشغولين بأمور الكرة وخداع الحزن الوطني وأشياء تافهة أخرى ....نعترف أن جيلنا الفاسد قد أساء لمصر وأهدر نصرها في أكتوبر وأجهض سعيها للتقدم وأبدله فسادا واستحواذا على الثروة وتفريطا للعدو بغير ثمن وإفراطا في تغييب الشعب وإكثارا من الكذب حتى ظننا أن السياسة هي الكذب وأن الكذب هو فن السياسة....إن الجريمة التي اقترفها حكامنا كانت عملا مخزيا حولتهم إلى غيلان يأكلون الأخضر واليابس وحولتنا إلى متفرجين يشاهدون قتل أولادهم كما تشاهد النعاج خرافها تذبح فلا ينطحون الجزار لأن رؤوسها خالية من القرون!! فهل ولدت خرافنا أيضا حينئذ مسالمة ؟؟....هل كنا خرافا؟؟.... عذرا أيها الجيل الجديد... جيل 25 يناير...لكم الحق في تنحيتنا جانبا وتولي القيادة ونحن خلفكم معجبون