عذرا جنرال علي الالتزام بالدولة

لأني حبر لا انسجم مع الاجهزة الامنية وابتعد عنها واتقي شرها وخيرها فتاريخ الاجهزة الامنية تعارض تاريخي واساليبها تبتعد عن اسلوبي ولكني لا استطيع الا ان اقف امام تعليماتها واومرها منصاعا لأنها رمز لدولة اؤمن بها واتمنى ان تبسط سيادتها وعنفوانها على كل اراضيها ومواطنيها.
ولأني حبر ثائر لا استطيع ان انسى كم الاجهزة الامنية لأفواه الطلاب قبل 7 اب وفي 7 اب وبعد 7 اب ولا استطيع ان اغفر لقيادتها خشونتها مع بركان الطلاب الثائر وحممه التغييرية والاصلاحية.
ولأنها دولة ساقطة وفاشلة ومفككة وضعيفة ارفض ان اكون شوكة في خاصرتها فأعصي اوامر هيئاتها او سلطاتها بل اصر على ان اكون في طليعة الخاضعين لتعليماتها وقوانينها وسلطاتها الامنية تعزيزا لدورها ودعما لهيبتها..
منذ نشأتي وانا ابتعد عن اي جهاز امني فهو يذكرني بالطالب الفتَان على زملاء صفه فأخجل اجتماعيا من صداقته , ومنذ نعومة اظافري احقد على اي سلاح هجومي او دفاعي فأهرول بعيدا عن حامله خوفا من فلتة رصاصة طائشة من فوهته...
انا حبر لا يجمعني بالقوى المسلحة شيئا ولا انسجم فكريا وتربويا واجتماعيا مع الاجهزة الامنية فهي في مقلب وانا في مقلب اخر من العالم ..ولكن اعترف ان نجاح شعبة المعلومات في تفكيك شبكات التجسس حرك حبري ودفاع عناصر الجيش الليبناني عن الوطن والزود عنه ادمى خربشاتي وجعلني اقف اليوم حائرا امام دعوة قائد سابق للجيش اللبناني ورئيس للاصلاح والتغيير للمواطنيين بعدم الانصياع لأوامر شعبة المعلومات والقاضي سعيد ميرزا...
ماذا يجري ؟ هل المطلوب تفكيك الدولة وضرب هيبتها وعصيان اوامر سلطاتها والمساهمة في سقوطها...هل هذا هو طريق الاصلاح والتغيير؟ غريب انقلاب اهل الدولة عليها وهم شركاء في مؤسساتها لهم فيها وزراء ونواب ,شركاء في قيام الدولة كما في سقوطها..
وقيامها يكون بمحاسبة المخالفين وملاحقتهم واصلاح الفساد ودعم المؤسسات العامة والحفاظ على هيبتها والالتفاف حول مصلحتها حتى لو ظلمت ومهما افترت...
لأني حبرناشف لاحقتني الاجهزة وقرأت ما بين حروف كلماتي ..لاني ثائر اخمدت الاجهزة حمم بركاني الغاضب اختلف معها تربويا وتاريخيا واجتماعيا وثقافيا ولاني مواطن اتمنى واعمل واحلم بدولة قوية التزم تعليماتها وانصاع لسلطاتها..

عذرا جنرال علي الالتزام بأوامر الدولة وعليك الصلاح والتغيير