مواضيع اليوم

عذرا الرائحة كريهة...الرأس يخرج زوائده... قصة لسعيف علي الظريف

سعيف علي

2009-07-02 12:02:21

0

عذرا الرائحة كريهة...الرأس يخرج زوائده...

قصة قصيرة لسعيف علي الظريف

أفقت هذا الصباح على صوت المنبه.كان رأسي وجيبا من صدى .بقيت أتقلب و لا أقوي على النهوض .كانت عيناي ثقيلتين و فمي جفاف .كنت أحس أن الدوار سيسقطني بعد خطوة واحدة خارج السرير . و لم يكن هذا وهما فما مر بي في الليلة السابقة مازال شاخصا أمامي كالبعبع، فقد رفض رئيس التحرير بالجريدة تزكيتي لراسة تحرير مجلة  ينوي أصحاب الجريدة اصدارها رغم أني بقيت اتحدث معه لاكثر من ساعتين.
دفعت عني الغطاء و استلقيت على ظهري .وضعت يدي وراء رأسي، و أرسلت راحة يدي الاخرى إلى طرف السرير كالمصلوب.حاولت أن أتشاغل عن الوهن بإرسال حركة متصاعدة من شهيق و زفير .كنت انفخ الهواء إلى الأعلى كأني أريد إن أطال السقف، وأرده إلى قاع صدري لاحبسه .
حركت يداي إلى فوق ثم نصبتهما .كررت العملية بهزات خفيفة وخاطرُ مقال جديد  يلمع في ذهني أن أقول في إنشاء أن الرياضة هي صوفية اليوم، لكني تبسمت عندما تذكرت أني لا أحب الرياضة، و رأيت بطني المكورة و القميص ينحسر عنها.بقيت على هذا الحال برهة من الزمن حتى سكن الدوار قليلا و استرجعت قواي وقفزت إلى أرضية الغرفة و انطلقت إلى بابها .

كانت الجرائد كالعادة أمام باب الشقة .أخذتها و نظرت إلى عناوينها و تدرجت إلى الحمّام .كانت المنشفة على كتفي وانا اختلس من مراة الصالون رسم وجهي.فكأني لم أره  .وكم كنت أكره خطوط وجهي عندما أصحو صباحا .نظرت إلى كرسي المرحاض و تقززت من رائحته الكريهة بعد أن نسيت أن أدفعها بالماء البارحة ثم جلست .

مضت نصف ساعة كاملة، ألقي ما في بطني و اسرحُ بين خطوط الجرائد و أنا أزن أخبارها و أحاو ل أن أكشف السبق الذي سجلته إحداها على الأخرى . حتى استطيع ان ألقف أخطاء الصحفيين الذين يعملون في قسمي،كنت ماهرا في ملاحظة العيوب و في ارسال السخرية و ربما أيضا الكلام اللاذع الذي استفز به الزملاء. أعدت قراءة مقالي الاسبوعي مرة أخرى، و قلبت الصفحات حتى  استطاع رسم كاريكاتوري منقول عن جريدة لندنية أن يرفع فيّ لفظ السخرية و رأيت نفسي مرسوما على الورق، و رأسي في كرسي المرحاض و هو يخرج زوائده  .و استطعت لأول مرة ان أميز بعض الحسنات الباقية للصحف الورقية ....

ضحكت و أنا أسائل نفسي كيف يمكن أن أحس وأنا أعيش بلا زوائد، و لا انحراف و لا تسكع ولا خيال  و تصورت نفسي أزور الطبيب حتى يعطيني حبوبا توقف الإسهال الدماغي، و تصورت أمراضا أخرى جديدة مثل قرح في الدماغ و تقيء فكري ورأيت صورا مرعبة و أنا في حيرة بين أوجاع البطن و أوجاع الرأس لكني احتججت حين رأيت نفسي معلقا و المرحاض يغطي راسي.
لم استطع تحمل الصورة ...أوووب........ماذا أكلتُ البارحة؟


سعيف علي الظريف2009

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !