أمير لدولة عربية كان في يوم من الأيام ولي عهد الدولة وأباه ائتمنه عليها ..غادر الأب الأمير إلى الغرب للعلاج وترك ابنه الكبير ليحل محله ريثما يعود ..اتصل الابن بالأب هاتفيا ..وقال له..عذرا يا سمو الأمير فحب الجلوس على السرير الوفير أعماني وشغفني قول السلام عليك أيها الأمير ..فكان لابد من امر هو شر مستطير ..بان أزيح الأب الحنون الفقير ..ونفي من قبل الأمير الصغير ..
((الملك عقيم ولو نازعتني فيه لقطعتك ))..كلام هارون الرشيد لابنه المأمون ..عن حب الملك والجاه والخدم والحشم ..
أصبح ولي العهد أمير وحكم البلاد وبنى اكبر قاعدة استعمارية في بلاده ليعزز نفوذه ويرهب أعداؤه من حوله ..
ذات يوم شكا ابنه وولي عهده الجديد والحبيب الى قلبه ..انه ليس لديه اي صلاحيات في الحكم ..خلال دقائق لا بل ثواني تدارك الأمير الأمر, وطرد ولي عهده وابنه البكر واستبدله باخ له ..لان لا يريد لسيناريو الاب والجد ان يتكرر وعلى التاريخ ان لا يعيد نفسه ..
أخر منجزات الأمير هي إن نظر ذات اليمين فوجد حوله قبيلة عنزة بكل شيوخها ومشايخها وصبيناها وفتيتها ..وأدار النظر ذات اليسار ليجد قبيلة شمر تحوم من حوله والتفت حول شيخ كبير لها ..
فقال قي نفسه يجب الجمع بين الإمارة على البلاد والإمارة على قبيلة تميم في عموم إنحاء العالم ..
قرأ التاريخ فوجد سيرة لبطل وقائد عربي وإسلامي مغوار هو القعقاع بن عمرو التميمي ..
فعلم انه من سلالة الأبطال الغر الميامين ..واتخذه أسوة كي يجمع من خلاله أبناء قبيلة تميم في العالم تحت راية آل ثاني ..
بأمر منه وإنتاج خاص وميزانية ضخمة وصلت إلى ثمان ملايين دولار أنتج مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي وبث على كثير من قنوات العالم كي يحكي الأمير بطولات جده وقومه ومآثرهم في الإسلام وحروب التحرير
القعقاع بن عمرو التميمي ...
:شارك في حروب تحرير العراق أيام خلافة أبي بكر وتحت أمرة خالد ابن الوليد في معارك عين التمر والحيرة ودومة الجندل وتحريرها من براثن الفرس الساسا نيون ..ثم انتقل مع الجيش العربي الى الشام وقاتل الروم في معركة اليرموك الخالدة ..بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب أرسل القعقاع على رأس مدد كبير الى نجدة جيش سعد ابن أبي وقاص في معركة القادسية ..
كان ذكاؤه في المعركة وحسه الميداني سبب من أسباب الانتصار التاريخي على اكبر جيوش فارس بقيادة القائد رستم ..
وصل القعقاع الى معركة القادسية في ثاني او ثالث أيامها ..وعمد ان قسم جنده الى مجاميع ..وكل مجموعة بمئة مقاتل ..تدخل كل واحدة بينها وبين المجموعة السابقة وقت ليس بالطويل كي يظن الفرس ان جيوشا مختلفة من إماكن عدة جاءت لنجدة الجيش العربي الإسلامي..من مآثره في معركة القادسية أيضا ..إن جعل من خطر الفيلة التي يستخدمها جيش الفرس عديمة الجدوى بان البس مجموعة من الجمال براقع وأقمشة مختلفة أخافت الفيلة وجفلت وهربت من المعركة وداست على جنود فارس..
للقعقاع أيضا .مؤثرة الغزو في الليل وما كانت العرب معتادة على القتال ليلا الا ما ندر ..فكان يغير بجنده على معسكرات الأعداء ليلا بعد ان يعلم لنهم نائمون او غير مستعدون للقتال ..وأيضا له فن من فنون القتال كان من ابتداعه وهو الكراديس والقتال على شكل مجاميع كل مجموعة تسمى كردوس لها مهمة معينة في القتال ووقت محدد للدخول الى ساحة الحرب وكان يستعمل مجموعة من الرايات الملونة وترمز لكل كردوس بلون معين فان رفعت الراية ذات الراية ذات اللون المعين تدخل المجموعة او الكردوس الذي يرمز له وتنفذ مهمتها او تأخذ موقعها وهكذا ..
أخر معارك القعقاع كانت معركة نهاوند او اخر معاقل كسرى في العراق وسميت فتح الفتوح
بعدها سكن القعقاع مدينة الكوفة وكان من اقرب المقربين لسيدنا علي ايام خلافته وتوفي القعقاع فيها .
.
إنا حقيقة لا اعلم ان كان للقعقاع مشاركة في معركة صفين في جيش علي ضد معاوية لكن الذي انا متأكد منه أن القعقاع كان من اشد أنصار علي ..
الأمر المهم الذي اود ان أشير له ان هناك مؤامرة تاريخية كبرى يقودها كبار دهاقنة الفرس وروادهم من القدم الى اليوم لإنكار حقبة مهمة من حياة هذا القائد العربي وهي فترة قربه من علي وعيشه في الكوفة الى مماته ..
هذه الفترة يحاول الكثير منهم اي رواد الفرس كبار عتاتها ان يطمسوا هذه الفترة ولم نجد عنها شيء في التاريخ الا ان النزر اليسير ..
الأمر الأخر والمهم ايضا هو هناك محاولات وكتب تنشر ودراسات وأبحاث في ايران وبعض البلاد الأخرى تقول ان هناك شخصيات وهمية موجودة في التراث الإسلامي ليس لها وجود حقيقي بل ان الروايات عن بطولات حروب التحرير جعلت من عامة المسلمين ان يضيفوا شيء من خيالهم وان يضيفوا أسماء وهمية وقصص وحكايات كثيرة تداخلت مع كتب التاريخ وحدث التباس شديد في الأمر والتبس الحقيقي مع الوهمي مما جعل وجود أكثر من 150 شخصية أسلامية ليس لها وجود حقيقي حسب رأي هؤلاء أشهرهم القعقاع بن عمرو التميمي وخولة بنت الازور وضرار ابن الازور وغيرهم الكثير جدا ..
انا رأيي الشخصي هو حقد رواد الفرس على كل من شارك بإزالة دولة الفرس ومجدها الكبير وخصوصا في معركة القادسية ومحاولة النيل منه باي طريقة كانت حتى وان كانت الادعاء ان هذه الشخصية وهمية ومن صنع خيال العامة ..ولم يشفع للقعقاع حتى قربه من سيدنا علي الذي يقدسه الفرس!!حد العبادة !!
الآن سمو الأمير اذا كنت راغب فعلا في استعادة مجد وتاريخ أباك القعقاع بن عمرو التميمي فعليك بعقد صفقة ما مع الإيرانيين كي يتخلوا عن قولهم ان القعقاع لا وجود له ..!!!واخذ شهادة ممهورة بختمهم تثبت ذلك وألا تكون كم يصطاد هواء في شبك !!
التعليقات (0)