مواضيع اليوم

عذاب القبر

مجدي المصري

2009-12-28 14:35:05

0

يزخر التراث الشعبي للشعوب بالحِكم والأمثال والقصص والتي تعبر وتنقل صور حيه لحياه الشعوب في تلك الحقب التاريخيه الماضيه … وكذلك تحمل بين طياتها الحِكم والعبر المستقاه من تجارب السابقين والتراث الشعبي المصري ثري بكل هذا ..
بل وقبل معرفه الشعب المصري للراديو والإذاعه والتليفزيون كانت كل وسائل الإعلام والترفيه الوحيده في الريف المصري تتمثل في "المداحين والرواه" وكان لدي كل منهم أرشيف كامل من القصص والأساطير والتي كان الشعب يطرب لها آنذاك بل ويتابعها بكل شغف وإنصات ثم بعد ذلك يحكيها لكل معارفه وكأنه يسرد لهم تاريخ أسلافه وأمجادهم ..
وأردت اليوم أن أنقل لقارئي مرويه "عذاب القبر"
تحكي المرويه أنه كان هناك رجلا ثريا لديه خمسه من الأبناء وجاءه مرض الموت وعندما أحس بإقتراب المنيه إستدعي أبناءه فهرعوا اليه وإلتفوا حول فراشه يسألونه عن أي طلب يطلبه منهم ..
فقال لهم الأب أنا الآن مشرف علي الموت وهو آتيني في أي لحظه والميت له وصيه فهل تنفذون وصيتي؟
فأجابوا جميعا .. نقسم أن ننفذ لك وصيتك أيا كانت
فقال الأب عندما يأتيني الموت فإنني أخشي من ملاقاه الملكين وأريد أن يمكث أحدكم معي ليلا حتي يهون علي عذاب القبر أنتم خمسه كل ما أريد فقط خمسه أيام ثم بعدها أتركوني وشأني
فأقسم الأبناء علي تنفيذ وصيه الأب والذي توفي بعدها بقليل وقبل أن يواروا جثمانه الثري جلسوا معا ليتشاوروا من سيبدأ بتنفيذ الوصيه ولكن لم يصلوا الي شيئ لأن كلا منهم رفض أن يكون هو البادئ فقرروا أن يستأجروا رجلا فقيرا يحتاج الي النقود ليقوم بالمهمه بدلا منهم ..
وسرعان ما وجدوا ضالتهم في رجل فقير بسيط فرح بمبلغ مائه جنيه عن كل ليله يقضيها بجوار جثه والدهم في القبر ..
ووضعوا جثمان الأب في القبر وأدخلوا الرجل الفقير معه وذهبوا لتلقي العزاء وفي الصباح التالي ذهبوا الي القبر للإطمئنان علي الأحوال فوجدوا القبر مفتوحا ولم يجدوا الرجل الفقير وبحثوا عنه حتي وجدوه وسألوه .. ما الذي حدث ؟ لماذا تركت المهمه ولم تستكملها ..
فحكي لهم ما حدث وقال : بعدما أقفلتم القبر وغادرتم المكان جاء الملكان ناكر ونكير ليسألان والدكم ويحاسبانه فوجداني جالسا بجواره فقال أحدهما للآخر هناك شخص حي بجوار الميت لنسأله أولا وننتهي منه ثم نعود الي الميت فالحي أبقي من الميت .. وبعد أن إنتهيا من سؤالي قررا البدء في حسابي
فقالا لي أنت سرقت "وتد" لربط الحمير من حقل جارك منذ خمس سنوات ولابد من عقابك .. وظلا طيله الليل يضرباني من أجل هذا الوتد اللعين ولم يكفا عن ضربي الا في الصباح وفي الصباح الباكر فتحت القبر وفررت منهم ..
ترحموا علي أبيكم فمن أجل وتد لعين ضربني الملكان ليله كامله فكم سنه سيظلا يضربان أباكم علي أمواله وثروته كلها ..
إنتهت المرويه
يتبقي سؤال يسأله كل واحد لنفسه وهو وحده يملك الإجابه الصحيحه ..
كم ….......... ؟؟
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات