عدوى الviva

عدوى الـ viva

بكل بساطة تحول مجتمعنا البحريني إلى مجتمع ثرثار وكثير الضحك وهذا مالفت نظري في الآونة الأخيرة ، فقد أصبح المواطن البحريني صاحب نكتة وطرفة تزامناً مع التسهيلات والعروض التي تقدمها له شركة فيفا للإتصالات.
ليس بغريبٍ عليك أن تجد شعب البحرين هذه الأيام قد صار ثرثاراً ويحب الضحك، فحينما تسمع أحدهم يضحك بصوتٍ عالٍ وأنت في مكانٍ عام لا تتفاجأ ، لأن هذه الضحكة ليست سوى ثمرة رسالة نصية أو مكالمة هاتفية مجانية من قبل شبكة خطوط شركة viva.
أصبح الناس اليوم يبحثون عن عمل يؤنسهم و لو لمدة محددة نظراً للوضع المعيشي الذي يعيشه معظم الناس وهذه التسهيلات الغير مقصودة جعلت من لا يضحك يعرف طريق الضحك فهل سيستمر هذا الضحك وهذه الثرثرة التي هي في أغلب الأحيان بلا هدف ولا فائدة بل إنها مجرد إجراء مكالمة أو إرسال رسالة مجانية أم انها ستنتهي بانتهاء مدة العرض؟
إن إدمان معظم البحرينين على إرسال رسالة أو إجراء مكالمة مجانية أصبح كالعدوى ينتقل من شخصٍ لآخر ، على الرغم من اقتراب موعد انتهاء مدة العرض ويبررون ذلك بقولهمم "لما لا نستفيد من هذه الخدمة ولو لشهر واحد".
في حقيقة الأمر هذا أمر إيجابي لذوي الدخل المحدود ولهؤلاء الذين لا يملكون قوت يومهم فسعر البطاقة أُزيح عن عاتقهم وأصبحوا يدخرون سعرها لاحتياجاتهم الضرورية.
ولكن هناك جانب سلبي وهو الإدمان على الثرثرة التي قد تجرك لأشياء أنت في غنىً عنها فتدخلك في مشاكل لا حصر لها، فعلى الرغم من الميزة الجيدة التي تقدمها شركة فيفا فيما يتضمن تلقي الرسالئل النص و تبادلها مجاناً بين الأصحاب و الأهل من جانب تبادل الرسائل الجيدة التي تحثك وتذكرك بقراءة بعض الأذكار الكريمة والتي تجعلك ترتقي في دار الدنيا قبل الاخرة، إلا أن هناك مشكلة قد تتفاقم مع الأيام بسبب الأشخاص الذي يتعمدون إرسال رسائل تمس قيمنا و مبادئنا، و أحياناً تصل إلى حد الخروج عن العقيدة.
ويبقى السؤال هنا هل هناك مزيدٌ من العروض ليبقى ولاء البحريني لهذه الشركة أم ليس هناك أي عرض آخر فيقوم البحريني بكسر البطاقة والتخلص منها بعد انتهاء مدة العرض؟.